وَسَيَعْلَمُ الْكُفَّارُ لِمَنْ عُقْبَى الدَّارِ) (٤٢)
(فَلِلَّهِ الْمَكْرُ جَمِيعاً) يعني المكر المضاف إلى عباده والمكر المضاف إليه سبحانه فنفى المكر عنهم (يَعْلَمُ ما تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ) فأتى بلفظ كل وهي حرف شمول فشملت كل نفس فما تركت شيئا في هذا الموضع (وَسَيَعْلَمُ الْكُفَّارُ) الكافر الذي ستر عنه هذا العلم في الحياة الدنيا (لِمَنْ عُقْبَى الدَّارِ) في الدار الآخرة حيث ينكشف الغطاء عن الأعين فيعلم من كان يجهل.
(وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلاً قُلْ كَفى بِاللهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ) (٤٣)
(١٤) سورة إبراهيم مكيّة
بسم الله الرّحمن الرّحيم
(الر كِتابٌ أَنْزَلْناهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلى صِراطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ) (١)
(الر كِتابٌ أَنْزَلْناهُ إِلَيْكَ) اعلم أن القرآن قرآن في الصدور ، وفي اللسان كلام ، وفي المصاحف كتاب ، (لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ) من ظلمة العدم إلى نور الوجود (بِإِذْنِ رَبِّهِمْ) فكنا نورا بإذن ربنا (إِلى صِراطِ الْعَزِيزِ) فهو صراط العزة ، صراط التنزيه الذي ليس لمخلوق فيه قدم في العلم به ، فإنه صراط الله الذي عليه ينزل لخلقنا ، وعليه يكون معنا أينما كنا ، وعليه نزل من العرش إلى السماء الدنيا وإلى الأرض ، وهو قوله : (وَهُوَ