سمع الله صوت سائله |
|
بالذي قد أراده منا |
فلهذا نكونه أبدا |
|
ولهذا عنا فما زلنا |
فأعطانا الحق تعالى الوجود أولا ، وهو الخير الخالص ، وهو صفته تعالى ، ولو كان عنده أكمل من ذلك ما بخل به علينا ، ثم لم يزل يعطي ما يستحقه الموجود مما به قوامه وصلاحه ، فقال : (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللهِ لا تُحْصُوها) نعم الله لا تحصى من حيث أسبابها الموجبة لها ، أي للذة والتنعم ، فالأسباب لا تحصى كثرة ، واللذة واحدة ، وهي النعمة المحققة ، فسمى الشيء باسم الشيء إذا كان مجاورا له أو كان منه بسبب (إِنَّ الْإِنْسانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ) للبقاء على المخالفة مع إرداف النعم ، فالصبر على إرداف النعم لما في طيها من المكر الإلهي أعظم من الصبر على الرزايا ، فإن النعم أعظم حجاب عن الله إلا من وفقه الله.
(وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِناً وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنامَ (٣٥) رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٣٦) رَبَّنا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَراتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ (٣٧) رَبَّنا إِنَّكَ تَعْلَمُ ما نُخْفِي وَما نُعْلِنُ وَما يَخْفى عَلَى اللهِ مِنْ شَيْءٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّماءِ (٣٨) الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعاءِ (٣٩) رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنا وَتَقَبَّلْ دُعاءِ (٤٠) رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسابُ (٤١) وَلا تَحْسَبَنَّ اللهَ غافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّما يُؤَخِّرُهُمْ