إن الرجاء كمثل الخوف في الحكم |
|
فاعزم عليه وكن منه على علم |
إن الرجاء مقام ليس يعلمه |
|
إلا أولوا العلم بالرحمن والفهم |
(وَإِنْ مِنْ قَرْيَةٍ إِلاَّ نَحْنُ مُهْلِكُوها قَبْلَ يَوْمِ الْقِيامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوها عَذاباً شَدِيداً كانَ ذلِكَ فِي الْكِتابِ مَسْطُوراً (٥٨) وَما مَنَعَنا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآياتِ إِلاَّ أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ وَآتَيْنا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِها وَما نُرْسِلُ بِالْآياتِ إِلاَّ تَخْوِيفاً (٥٩) وَإِذْ قُلْنا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحاطَ بِالنَّاسِ وَما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَما يَزِيدُهُمْ إِلاَّ طُغْياناً كَبِيراً) (٦٠)
الشجرة مشتقة من التشاجر لتداخل أغصانها بعضها على بعض ، كالمتشاجرين يدخل كلام بعضهم في كلام بعض بالمخالفة والمنازعة ، ولذلك ما ذكر الله تعالى في القرآن إلا ثمرات الجنة ، فإنه جعلها منزل موافقة ، فقد يكون أغصانها تخرج على الاعتدال والاستقامة ، وذكر ذلك في النار فقال : (وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ) وقال : [إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم] فإن جهنم دار نزاع وتشاجر.
(وَإِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ قالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِيناً) (٦١)
اعلم أن كل مخلوق ما عدا بني آدم في مقام الخشوع والتواضع إلا الإنسان ، فإنه يدعي الكبرياء والعزة والجبروت على الله تعالى ، وأما الجن فتدعي ذلك على من دونها في زعمها من المخلوقين ، كاستكبار إبليس من حيث نشأته على آدم عليهالسلام ، ولذا قال : (أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِيناً) لأنه رأى عنصر النار أشرف من عنصر التراب ، وقال (أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ) فلم يتكبر على الله عزوجل ، فاختص الإنسان وحده من سائر المخلوقات بهذه الصفة. واعلم أن سبب سجود الملائكة لآدم إنما كان لأجل الصورة ، لا لأن علّمهم الأسماء ، فأمروا بالسجود قبل أن يعرفوا فضله عليهم بما علمه الله من الأسماء ،