لأن الانتفاع بها أكثر ، فإنه ينتفع بها ، وبما فيها ، وبما عليها ، فقال : «للأنام» لكثرة انتفاع الأنام بها.
وقوله : (فِيها فاكِهَةٌ).
أي : ما يتفكّه به الإنسان من ألوان الثمار (١).
قوله : (وَالنَّخْلُ ذاتُ الْأَكْمامِ) إشارة إلى الأشجار.
و «الأكمام» جمع «كمّ» ـ بالكسر ـ وهو وعاء الثمر.
قال الجوهري (٢) : و «الكمّ ـ بالكسر ـ و «الكمامة» : وعاء الطلع ، وغطاء النّور ، والجمع : «كمام» و «أكمّة» ، و «الأكاميم» أيضا ، و «كم» الغسيل إذا أشفق عليه ، فستر حتى يقوى ، قال العجاج : [الرجز]
٤٦٢٤ ـ بل لو شهدت النّاس إذ تكمّوا |
|
غمّة لو لم تفرّج غمّوا (٣) |
و «تكمّوا» : أي أعمى عليهم وغطّوا.
وأكممت وكممت أي : أخرجت كمامها ، والكمام ـ بالكسر ـ والكمامة أيضا : ما يكمّ به فم البعير لئلا يعضّ ، تقول منه بعير مكموم أي محجوم ، وكممت الشيء : غطّيته ، ومنه كمّ القميص ـ بالضم ـ والجمع : «أكمام وكممة» مثل : جبّ وجببة.
و «الكمّة» : القلنسوة [المدورة](٤) ؛ لأنها تغطي الرأس.
قال رحمهالله : [الطويل]
٤٦٢٥ ـ فقلت لهم : كيلوا بكمّة بعضكم |
|
دراهمكم ، إنّي كذلك أكيل (٥) |
قال الحسن : (ذاتُ الْأَكْمامِ) أي : ذات اللّيف (٦) ، فإن النخلة قد تكمم بالليف وأكمامها : ليفها الذي في أعناقها.
وقال ابن زيد : ذات الطلع قبل أن يتفتّق (٧).
وقال عكرمة : ذات الأحمال (٨).
وقال الضّحاك : (ذاتُ الْأَكْمامِ) : ذات الغلف (٩).
__________________
(١) ينظر : القرطبي ١٧ / ١٠٢.
(٢) ينظر : الصحاح ٥ / ٢٠٢٤ ، والقرطبي ١٧ / ١٠٢.
(٣) ينظر ديوانه ٦٣ ومجاز القرآن ١ / ٢٧٩ ، والقرطبي (١٧ / ١٠٢) ، واللسان (كمم) ، والصحاح (كمم).
(٤) زيادة من الصحاح.
(٥) ينظر : القرطبي ١٧ / ١٠٢.
(٦) أخرجه الطبري في «تفسيره» (١١ / ٥٧٨) وذكره البغوي (٤ / ٢٦٧).
(٧) ينظر المصدر السابق.
(٨) ذكره البغوي في «تفسيره» (٤ / ٢٦٧).
(٩) ينظر المصدر السابق.