بعيد ؛ لأن الضمير في منتشر للجراد وإنما هو حال من فاعل «يخرجون» أو من الضمير المحذوف. انتهى (١).
وهو اعتراض حسن على هذا القول.
والإهطاع الإسراع وأنشد :
٤٥٩٠ ـ بدجلة دارهم ولقد أراهم |
|
بدجلة مهطعين إلى السّماع (٢) |
وقيل : الإسراع مع مد العنق. وقيل : النظر. قاله ابن عباس وأنشدوا (ـ رحمة الله على (٣) من قال ـ) :
٤٥٩١ ـ تعبّدني نمر بن سعد وقد أرى |
|
ونمر بن سعد لي مطيع ومهطع (٤) |
وقد تقدم الكلام على هذه المادة في سورة إبراهيم (٥).
قال الضحاك : مضلين. وقال قتادة : عامدين. وقال عكرمة : فاتحين آذانهم إلى المصوت(٦).
قوله : (يَقُولُ الْكافِرُونَ) قال أبو البقاء : حال من الضمير في «مهطعين» (٧).
وفيه نظر من حيث خلوّ الجملة من رابط يربطها بذي الحال ، وقد يجاب بأن الكافرين هم الضمير في المعنى فيكون من باب الربط بالاسم الظاهر عند من يرى ذلك (٨) كأنه قيل : يقولون هذا. وإنما أبرزهم تشنيعا عليهم بهذه الصفة القبيحة.
وقولهم : (هذا يَوْمٌ عَسِرٌ) أي صعب شديد.
قوله تعالى : (كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنا وَقالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ (٩) فَدَعا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ (١٠) فَفَتَحْنا أَبْوابَ السَّماءِ بِماءٍ مُنْهَمِرٍ (١١) وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُوناً فَالْتَقَى الْماءُ عَلى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ (١٢) وَحَمَلْناهُ عَلى ذاتِ أَلْواحٍ وَدُسُرٍ (١٣) تَجْرِي بِأَعْيُنِنا جَزاءً لِمَنْ كانَ كُفِرَ (١٤)
__________________
(١) التبيان ١١٩٣.
(٢) من الوافر ولم أقف على قائله وفي اللسان : «أهلها» بدل «دارهم». واستشهد به على الإهطاع بمعنى الإسراع. وانظر القرطبي ١٧ / ١٣٠ والبحر ٨ / ١٧٦ ، واللسان «هطع» ٤٧٦٤.
(٣) زيادة من (أ).
(٤) من الطويل لتبّع. والشاهد : أن الإهطاع بمعنى الإسراع مع مدّ العنق وتصويب الرأس. وانظر اللّسان السابق «هطع» والبحر ٨ / ١٧٦ ، والقرطبي ١٧ / ١٣٠ ، والكشاف ٤ / ٣٧ ، وشرح شواهده ٤٥٤ ، والدر المنثور ٢٧ / ٢٦٤ ، وروح المعاني ٢٧ / ٨١.
(٥) عند قوله : «مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُؤُسِهِمْ» ٤٣. ومعناه أقبل ببصره على الشيء فلم يرفعه عنه وهطع وأهطع أقبل مسرعا خائفا ، ولا يكون إلا مع خوف. وانظر اللسان «هطع» ٤٦٧٤.
(٦) الجامع ١٧ / ١٣٠.
(٧) التبيان : ١١٩٣.
(٨) رجعت إلى كتب النحو بما فيهم المغني فلم أجد رابطا من روابط الجملة الخبرية أو الحالية اسما ظاهرا وانظر المغني ٤٩٨ : ٥٠٣ و ٥٠٥.