ويجوز في «الرّيحان» على هذه القراءة أن يكون معطوفا على ما قبله ، أي : «وفيها الريحان» أيضا ، وأن يكون مجرورا بالإضافة في الأصل ، أي : «وذو الريحان» ففعل به ما تقدم(١).
و (الْعَصْفِ) قال مجاهد رضي الله عنه : ورق الشّجر والزرع (٢).
وقال ابن عباس رضي الله عنهما : تبن الزرع وورقه الذي تعصفه الرياح (٣).
قال الراغب (٤) : «أصله : من «العصف والعصيفة» ، وهو ما يعصف ، أي : يقطع من الزرع».
وقال سعيد بن جبير : بقل الزرع أي ما ينبت منه (٥) ، وهو قول الفراء.
والعرب تقول : خرجنا نعصف الزرع إذا قطعوا منه قبل أن يدرك ، وكذا في «الصّحاح» (٦) وكذا نقله القرطبي (٧).
وعصفت الزرع ، أي : جزرته قبل أن يدرك.
وعن ابن عباس أيضا : العصف : ورق الزرع الأخضر إذا وقع رءوسه ويبس نظيره (٨) : (كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ) [الفيل : ٨].
قال الجوهري (٩) : «وقد أعصف الزّرع ، ومكان معصف ، أي : كثير الزرع».
قال أبو قيس بن الأسلت الأنصاريّ : [السريع]
٤٦٢٦ ـ إذا جمادى منعت قطرها |
|
زان جنابي عطن معصف (١٠) |
وقيل : «العصف» : حطام النبات ، والعصف أيضا : الكسب.
قال الراجز : [الرجز]
٤٦٢٧ ـ بغير ما عصف ولا اكتساب (١١)
__________________
(١) ينظر : الدر المصون ٦ / ٢٣٨.
(٢) أخرجه الطبري في «تفسيره» (١١ / ٥٧٩) وذكره السيوطي في «الدر المنثور» (٦ / ١٩٢) وزاد نسبته إلى ابن المنذر.
(٣) أخرجه الطبري في «تفسيره» (١١ / ٥٧٩) وذكره البغوي في «تفسيره» (٤ / ٢٦٨).
(٤) ينظر المفردات ٥٠٣.
(٥) ينظر الطبري في «تفسيره» (١١ / ٥٧٩).
(٦) ينظر : الصحاح ٤ / ١٤٠٤.
(٧) ينظر : القرطبي ١٧ / ١٠٢.
(٨) أخرجه الطبري في «تفسيره» (١١ / ٥٧٩).
(٩) ينظر الصحاح ٤ / ١٤٠٤.
(١٠) وينسب البيت أيضا لأحيحة بن الجلاح. ويروى (مغضف) بالغين والضاد المعجمتين.
ينظر : ديوان أبي قيس بن الأسلت ص ٨٢ ، والصحاح للجوهري ٤ / ١٤٠٤ (عصف) واللسان (عصف) ، و (غضف). والتاج ٦ / ١٩٩ (عصف) ، والمذكر والمؤنث لابن الأنباري ص ٢٧١ ، وسر صناعة الإعراب لابن جني ٢ / ٦٩٣ ، والقرطبي ١٧ / ١٠٢.
(١١) عجز بيت للعجاج وصدره :
قد يكسب المال الهدان الجافي ـ