لقوله عليهالسلام : ( من عزى ثكلى كسي بردا في الجنّة ) (١).
نعم يكره تعزية الرجل المرأة الشابة الأجنبية حذر الفتنة.
و ـ الأقرب جواز تعزية أهل الذمة ـ وبه قال الشافعي ، وأحمد في رواية (٢) ـ لأنه كالعيادة ، وقد عاد النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم غلاما من اليهود مرض ، فقعد عند رأسه فقال له : ( أسلم ) فنظر إلى أبيه وهو عند رأسه فقال : أطع أبا القاسم فأسلم فقام النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم وهو يقول : ( الحمد لله الذي أنقذه من النار ) (٣). وفي أخرى : المنع (٤) لقوله عليهالسلام : ( لا تبدءوهم بالسلام ) (٥) وهذا في معناه.
ز ـ يقول في تعزية الكافر بالكافر : أخلف الله عليك ولا نقص عددك ، ويقصد كثرة العدد لزيادة الجزية ، وفي تعزية المسلم بالكافر : أعظم الله أجرك ، وأخلف عليك ، وفي تعزية الكافر بالمسلم : أعظم الله أجرك وأحسن عزاءك ، وغفر لميتك.
ح ـ ليس في التعزية شيء موظف ، واستحب بعض الجمهور (٦) ما رواه الصادق عليهالسلام عن الباقر عليهالسلام عن زين العابدين عليهالسلام قال : « لما توفي رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وجاءت التعزية سمعوا قائلا يقول : إن في الله عزاء من كل مصيبة ، وخلفا من كل هالك ، ودركا من كل ما فات فبالله فثقوا وإياه فارجوا ، فإن المصاب من حرم الثواب » (٧).
__________________
(١) سنن الترمذي ٣ : ٣٨٧ ـ ٣٨٨ ـ ١٠٧٦.
(٢) فتح العزيز ٥ : ٢٥٢ ، المغني ٢ : ٤٠٩ ، الشرح الكبير ٢ : ٤٢٧.
(٣) صحيح البخاري ٢ : ١١٨ ، سنن أبي داود ٣ : ١٨٥ ـ ٣٠٩٥ ، مسند أحمد ٣ : ٢٢٧.
(٤) المغني ٢ : ٤٠٩ ، الشرح الكبير ٢ : ٤٢٧.
(٥) مسند أحمد ٢ : ٣٤٦.
(٦) المغني ٢ : ٤٠٩ ، الشرح الكبير ٢ : ٤٢٧.
(٧) ترتيب مسند الشافعي ١ : ٢١٦ ـ ٦٠٠.