٤٥٥١ ـ .......... |
|
وقد جعلتني من خزيمة (١) إصبعا (٢) |
أي ذا مقدار مسافة إصبع.
والقاب القدر ؛ يقول : هذا قاب هذا أي قدره. ومثله القيب والقاد والقيد والقيس. قال الزمخشري : وقد جاء التقدير بالقوس والرّمح والسّوط والذّراع والباع والخطوة ، والشّبر ، والفتر ، والإصبع ومنه : «لا صلاة إلى أن ترتفع الشّمس مقدار رمحين» وفي الحديث : «مقدار قوس أحدكم من الجنّة وموضع قدّه خير من الدّنيا وما فيها» ، والقدّ السّوط (٣). وألف «قاب» عن واو. نص عليه أبو البقاء. وأما قيب (٤) فلا دلالة فيه على كونها ياء لأن الواو إذا انكسر ما قبلها قلبت ياء كديمة وقيمة.
وذكره الراغب أيضا في مادة «قوب» إلا أنه قال في تفسيره : هو ما بين المقبض والسّية(٥) من القوس (٦). فعلى هذا يكون مقدار نصف القوس ، لأن المقبض في نصفه والسّية (٧) هي العرضة التي يحط فيها الوتر. وفيما قاله نظر لا يخفى.
ويروى عن مجاهد أنه من الوتر إلى مقبض القوس في وسطه. وقيل : إن القوس ذراع يقاس به. نقل ذلك عن ابن عباس (ـ رضي الله عنهما (٨) ـ) وأنه لغة للحجازيين (والشّنوئيّين) (٩)
__________________
(١) كذا في القرطبي والكشاف والبحر وفي (ب) ، بينما في (أ) مسافة. وهو تحريف.
(٢) عجز بيت من الطويل صدره :
فأدرك إبقاء العرادة ظلعها
وهو مختلف في قائله. ونسبه في شرح شواهد الكشاف لحسان «رضي الله عنه» وإبقاء الفرس ما تبقيه من العدو إلى أن تقرب من المقصد. والعرادة اسم فرس القائل. والظلع ـ بتسكين اللام ـ الغمز في المشي. والمعنى أنها لما وصلتني إلى العدو والذي هو خزيمة وبقي بيني وبينه قدر مسافة إصبع عرض لها طلع وهو داء في الرجل ففات منّي وهرب. والشاهد : إصبعا فهنا مضاف محذوف أي مقدار مسافة إصبع فحذف. وانظر القرطبي ١٧ / ٨٩ والكشاف ٤ / ٢٩ وشرح شواهده ٤٥٣ ، وروح المعاني ٢٧ / ٤٨ والبحر ٨ / ١٥٨.
(٣) وانظر الكشاف ٤ / ٢٨ وانظر اللسان قيب وقوب وقيس وقوس.
(٤) قال في اللسان : والقيب بمعنى القدر وعينها واو من قولهم : قوبوا في الأرض أي أثروا فيها بوطئهم ثم قال : «وقوّب الشيء قلعه من أصله وتقوّب الشيء إذا انقلع من أصله». وانظر اللسان قوب ٣٧٦٨.
(٥) سية القوس طرف قابها ، وقيل : رأسها. وقيل : ما اعوجّ من رأسها والنسب إليه سيويّ. وانظر اللسان سيا ٢١٧٣.
(٦) مفردات الراغب قوب ٤١٤.
(٧) في النسختين الشّية وهو تحريف. ولعل الناسخ ظن أن الشدة شين.
(٨) زيادة من (أ) وانظر البحر ٨ / ١٥٨.
(٩) ما بين القوسين سقط من (ب) وانظر القرطبي ١٧ / ٩١ قال : وهي لغة لبعض الحجازيين. وقيل هي لغة أزد شنوءة.