وغيرهما ، وقوله : (وَأَنْبَتْنا) استدلال بنفس النبات أي الأشجار تنمو وتزيد فكذلك بدن الإنسان بعد الموت ينمو ويزيد أي يرجع الله إليه قوة النماء كما يعيدها إلى الأشجار بواسطة ماء السماء (١).
قوله تعالى : (وَالنَّخْلَ باسِقاتٍ) والنخل منصوب عطفا على مفعول أنبتنا أي وأنبتنا النخل و (باسِقاتٍ) حال (٢) ، وهي حال مقدّرة ؛ لأنها وقت الإنبات لم تكن طوالا (٣). والبسوق الطّول يقال : بسق فلان على أصحابه أي طال عليهم في الفضل ، ومنه قول ابن نوفل في ابن هبيرة :
٤٥٠٨ ـ يا ابن الّذين بمجدهم |
|
بسقت (على (٤)) قيس فزاره (٥) |
وهو استعارة ، والأصل استعماله في بسقت النخلة تبسق بسوقا أي طالت ، قال الشاعر :
٤٥٠٩ ـ لنا خمر وليست خمر كرم |
|
ولكن من نتاج الباسقات |
كرام في السّماء ذهبن طولا |
|
وفات ثمارها أيدي الجناة (٦) |
وبسقت الشاة ولدت ، وأبسقت الناقة وقع في ضرعها اللبأ قبل النتاج ، ونوق مباسق (٧) من ذلك. قال مجاهد وقتادة وعكرمة يعني باسقات طوالا. وقال سعيد بن جبير : مستويات (٨) والعامة على السين في باسقات ، وقرأ قطبة بن مالك ـ ويرويها عن النبي صلىاللهعليهوسلم ـ باصقات (٩). وهي لغة لبني العنبر يبدلون السّين صادا قبل القاف والغين والعين والخاء والطاء إذا وليتها أو فصلت منها بحرف أو حرفين (١٠).
__________________
(١) بالمعنى قليلا من تفسير الإمام الفخر الرازي ٢٨ / ١٥٧.
(٢) قاله العكبري في التبيان ١١٧٤.
(٣) قاله صاحب البحر المحيط ٨ / ١٢٢.
(٤) لفظ «على» سقط من النسختين.
(٥) والبيت من مجزوء الكامل وشاهده في بسقت فهو استعمال مجازي قصد منه الفضل والمدح فهو من استعمال الحسي في المعنوي ، والبيت من مراجع البحر المحيط ٨ / ١١٩ ومجاز القرآن ٢ / ٢٢٣ والسراج المنير ٤ / ٨١ واللسان «بسق» ٢٨٤.
(٦) من الوافر ولم أعرف قائلهما والشاهد في باسقات أي طويلات فهو استعمال حسيّ. وانظر البيت في القرطبي ١٧ / ٧ والسراج المنير ٤ / ٨١ والبحر ٨ / ١١٨ وفتح القدير ٥ / ٧٣.
(٧) في اللسان مباسيق وانظر اللسان «بسق» ٢٨٤.
(٨) وانظر القرطبي ١٧ / ٦ و ٧.
(٩) رواها أبو الفتح في المحتسب ٢ / ٢٨٢ و ٢٨٣ عن النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ انظر المحتسب ٢٨٢ و ٢٨٣ وانظر البحر ٨ / ١٢٢ واللسان بسق المرجع السابق.
(١٠) قاله أبو حيان في مرجعه السابق.