٤٥٧٨ ـ ألا أيّها الإنسان إنّك سامد |
|
كأنّك لا تفنى ولا أنت هالك (١) |
فهذا بمعنى لاه لاعب. وقيل : الخمود. وقيل : الاستنكار ، قال (رحمهالله) (٢) :
٤٥٧٩ ـ رمى الحدثان نسوة آل سعد |
|
بمقدار سمدن له سمودا |
فردّ شعورهنّ السّود بيضا |
|
وردّ وجوههنّ البيض سودا (٣) |
فهذا بمعنى الخمود والخشوع ، وقال عكرمة وأبو هريرة : السمود القيامة بلغة حمير ، يقولون: يا جارية اسمدي لنا أي غنّي ، فكانوا إذا سمعوا القرآن تغنّوا ولعبوا (٤). وقال الضحاك : أشرون. وقال مجاهد غضاب يتبرطعون. وقال الراغب : السامد اللاهي الرافع رأسه من قولهم : بعير سامد في سيره (٥). وقيل : سمد رأسه وسبده أي استأصل شعره.
وذكر باسم الفاعل لأن الغفلة دائمة وأما الضحك والعجب فهما أمران يتجددان ويعدمان. وقال الحسن سامدون أي واقفون للصلاة قبل وقوف الإمام ، لما روي عن النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ أنه خرج والناس ينتظرونه قياما فقال : ما لي أراكم سامدين. حكاه الماوردي. وروى المهدويّ عن علي أنه خرج إلى الصلاة فرأى الناس قياما فقال : ما لي أراكم (٦) سامدين. وروي عن علي أن معنى «سامدون» أن يجلسوا غير مصلين ولا منتظرين الصلاة. وتسميد الأرض أن يجعل فيها السماد وهو سرجين ورماد. واسمأدّ الرجال اسمئدادا أي ورم غضبا.
قوله : (فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا) هذا الأمر يحتمل أن يكون عاما ، ويحتمل أن يكون التفاتا أي اشتغلوا بالعبادة ، ولم يقل : واعبدوا الله إما لكونه معلوما من قوله : (فَاسْجُدُوا لِلَّهِ) وإما لأن العبادة في الحقيقة لا تكون إلّا لله.
وروى عكرمة عن (ابن (٧) عباس رضي الله عنهما) أن ـ النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ سجد بالنجم وسجد معه المسلمون والمشركون والجنّ والإنس. وروي عن عبد الله ـ (رضي الله (٨) عنه) ـ قال: أول سورة أنزلت فيها السجدة النّجم ، فسجد رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ وسجد من
__________________
(١) من الطويل ولم أعثر على قائله. وانظر السراج المنير ٤ / ١٤١. وقد نقل القرطبي عن ابن عباس : أن سامدون معناها معرضون لاهون. انظر الجامع ١٧ / ١٢٣.
(٢) زيادة من أ.
(٣) بيتان من الوافر مجهول قائلهما. وهما في اللسان سمد ٢٠٨٩.
(٤) اللسان سمد السابق.
(٥) المفردات سمد ٢٤٠.
(٦) في القرطبي : «ما لكم سامدون». وانظر القرطبي ١٧ / ١٢٣ واللّسان سمد ٢٠٨٩ و ٢٠٩٠.
(٧) ما بين القوسين سقط من ب بسبب انتقال النظر.
(٨) زيادة من أ.