وقال زهير : [الطويل]
٤٦٦٧ ـ بخيل عليها جنّة عبقريّة |
|
جديرون يوما أن ينالوا فيستعلوا (١) |
وقال الجوهري : «العبقري» موضع تزعم العرب أنه من أرض الجن ؛ قال لبيد : [الطويل]
٤٦٦٨ ـ .......... |
|
كهول وشبّان كجنّة عبقر (٢) |
ثم نسبوا إليها كل شيء تعجبوا من حذقه وجودة صنعته وقوته ، فقالوا : «عبقري» وهو واحد وجمع.
وفي الحديث : «أنّه كان يسجد على عبقريّ» (٣) وهو البسط التي فيها الأصباغ ، والنقوش ، والمراد به في الآية : قيل : البسط التي فيها الصّور والتماثيل وقيل : الزّرابي.
وقيل : الطّنافس.
وقيل : الدّيباج الثّخين.
و «عبقري» جمع عبقرية ، فيكون اسم جنس كما تقدم في «رفرف».
وقيل : هو واحد دالّ على الجمع ، ولذلك وصف ب «حسان» (٤).
قال القرطبي (٥) : وقرأ بعضهم : «عباقريّ حسان» وهو خطأ ؛ لأن المنسوب لا يجمع على نسبته.
وقال قطرب : ليس بمنسوب ، وهو مثل : «كرسيّ وكراسيّ ، وبختيّ وبخاتي».
قوله : (تَبارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ).
قرأ ابن (٦) عامر : «ذو الجلال» بالواو ، جعله تابعا للاسم ، وكذا هي مرسومة في مصاحف الشّاميين.
قال القرطبي (٧) : «وذلك يقوي كون الاسم هو المسمّى».
__________________
(١) ينظر شرح ديوان زهير ١٠٣ ، ومجاز القرآن ٢ / ٢٤٦ ، ومعاني القرآن وإعرابه للزجاج ٥ / ١٠٥ ، والمحتسب ٢ / ٣٠٦ ، ومجمع البيان ٩ / ٣١٧ ، ومعجم ما استعجم ١ / ٥٤٦ ، واللسان (عبقر) ، والقرطبي ١٧ / ١٢٥ والبحر ٨ / ١٨٦.
(٢) عجز بيت صدره :
ومن فاد من إخوانهم وبنيهم |
|
.......... |
ينظر ديوانه ص ٧٠ ، واللسان (عبقر) ، والصحاح ٢ / ٧٣٤ (عبقر) والقرطبي ١٧ / ١٢٥.
(٣) ذكره القرطبي في «تفسيره» (١٧ / ١٢٥).
(٤) ينظر : الدر المصون ٦ / ٢٥٠.
(٥) الجامع لأحكام القرآن ١٧ / ١٢٥.
(٦) ينظر : السبعة ٦٢١ ، والحجة ٦ / ٢٥٣ ، وإعراب القراءات ٢ / ٣٤١ ، وحجة القراءات ٦٩٤ ، والعنوان ١٨٤ ، وشرح شعلة ٥٩٥ ، وشرح الطيبة ٦ / ٣٤ ، وإتحاف ٢ / ٥١٣.
(٧) الجامع لأحكام القرآن ١٧ / ١٢٥.