وقرءوا (١) : «وعباقريّ» ـ بكسر القاف وتشديد الياء ـ مفتوحة على منع الصرف ، وهي مشكلة.
إذ لا مانع من تنوين ياء النّسب ، وكأن هذا القارىء توهم كونها في «مفاعل» تمنع من الصرف (٢).
وقد روى عن النبي صلىاللهعليهوسلم «عباقريّ» (٣) منونا ابن خالويه.
وروي عن عاصم : «رفارف» بالصّرف (٤).
وقد يقال في من منع «عباقري» : إنه لما جاور «رفارف» الممتنع امتنع مشاكلة.
وفي من صرف «رفارف» : إنه لما جاور «عباقريّا» المنصرف صرفة للتناسب ، كقوله : سلاسلا وأغلالا [الإنسان : ٤]. كما سيأتي بيانه إن شاء الله تعالى.
وقرأ أبو محمد (٥) المروزي وكان نحويّا : «خضّار» ك «ضرّاب» بالتشديد ، و «أفعل ، وفعّال» لا يعرب (٦).
قوله : (وَعَبْقَرِيٍّ حِسانٍ).
الجمهور على أن «عبقري» منسوب إلى عبقر ، تزعم العرب أنها بلد الجن.
قال ابن الأنباري : الأصل فيه أن «عبقر» قرية تسكنها الجن ينسب إليها كل فائق جليل.
وقال الخليل : كل منافس فاضل فاخر من الرجال والنساء وغيرهم عند العرب عبقري.
ومنه قول النبي صلىاللهعليهوسلم في عمر ـ رضي الله عنه ـ : «فلم أر عبقريّا من النّاس يفري فريه»(٧).
وقال أبو عمرو بن العلاء ، وقد سئل عن قوله صلىاللهعليهوسلم : «فلم أر عبقريّا من النّاس يفري فريه» ؛ فقال : رئيس قوم وجليلهم.
__________________
ينظر الدرر ٦ / ١٣٤ ، والمقاصد النحوية ٤ / ١٥٧ ، والهمع ٢ / ١٣٦ ، والعيني ٤ / ١٥٧ ، وسيرة ابن هشام ص ٦٢٢ ، والبحر ٨ / ١٩٨ ، وروح المعاني ٢٧ / ١٢٥ ، والدر المصون ٦ / ٢٥٠.
(١) ينظر : الكشاف ٤ / ٤٥٤ ، والبحر المحيط ٨ / ١٩٨ ، والدر المصون ٦ / ٢٥٠.
(٢) ينظر : الدر المصون ٦ / ٢٥٠.
(٣) ينظر : إعراب القراءات السبع لابن خالويه ٢ / ٣٤١ ، وجزء قراءات النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ للدوري ١٥٧.
(٤) ينظر : المحرر الوجيز ٥ / ٢٣٦ ، والدر المصون ٦ / ٢٥٠.
(٥) ينظر : البحر المحيط ٨ / ١٩٨ ، والدر المصون ٦ / ٢٥٠.
(٦) ينظر : الدر المصون ٦ / ٢٥٠.
(٧) أخرجه البخاري (٧ / ٢٦) كتاب فضائل الصحابة ، باب : قول النبي صلىاللهعليهوسلم «لو كنت متخذا خليلا» (٣٦٧٦) ومسلم (٤ / ١٨٦٠) كتاب فضائل الصحابة ، باب : فضل عمر حديث (١٧ / ٢٣٩٢) من حديث أبي هريرة.