ويدل على هذا قوله تعالى : (وَالسَّماءَ رَفَعَها وَوَضَعَ الْمِيزانَ) [الرحمن : ٧].
قوله : «معهم» حال مقدرة ، أي : صائرا معهم ، وإنما احتجنا إلى ذلك ؛ لأن الرسل لم ينزلوا ، ومقتضى الكلام أن يصحبوا الكتاب في النزول.
وأما الزمخشري فإنه فسّر الرسل بالملائكة الذين يجيئون بالوحي إلى الأنبياء ، فالمعية متحققة.
قوله : (وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ).
روى ابن عمر أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : إنّ الله تعالى أنزل أربع بركات من السّماء إلى الأرض : الحديد والماء والنّار والثّلج» (١).
وروى عكرمة عن ابن عباس قال : أنزل ثلاثة أشياء مع آدم ـ عليه الصلاة والسلام ـ الحجر الأسود وكان أشد بياضا من الثّلج ، وعصا موسى ، وكانت من آس الجنة ، طولها عشرة أذرع مع طول موسى ، والحديد أنزل معه ثلاثة أشياء : السّندان ، والكلبتان ، والميقعة ، وهي المطرقة (٢) ذكره الماوردي.
وروى الثعلبي عن ابن عبّاس قال : نزل آدم من الجنّة ، ومعه من الحديد خمسة أشياء من آلة الحدادين : السّندان ، والكلبتان ، والميقعة ، والمطرقة والإبرة» (٣).
وحكاه القشيري قال : والميقعة : [ما يحدد به ، يقال : وقعت الحديدة أقعها ، أي حددتها.
وفي «الصحاح» (٤)](٥) : «الميقعة» الموضع الذي يألفه البازي فيقع عليه ، وخشبة القصّار التي يدقّ عليها ، والمطرقة ، والمسنّ الطويل.
وروي أن الحديد أنزل يوم الثلاثاء.
(فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ) أي : لإهراق الدّماء ، ولذلك نهي عن الفصد والحجامة يوم الثلاثاء ؛ لأنه يوم جرى فيه الدّم.
وروي عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم «إنّ في يوم الثلاثاء ساعة لا يراق فيها الدّم» (٦).
__________________
(١) ذكره الحافظ ابن حجر في «تخريج الكشاف» (٤ / ٤٨٠) وقال : أخرجه الثعلبي من حديث ابن عمر وفيه من لا أعرفه.
وذكره أيضا المتقي الهندي في «كنز العمال» (١٥ / ٤١٩) رقم (٤١٦٥١) وعزاه إلى الديلمي في «مسند الفردوس» عن ابن عمر.
(٢) ذكره الماوردي في «تفسيره» (٥ / ٤٨٣) والقرطبي في «تفسيره» (١٧ / ١٦٩).
(٣) ذكره القرطبي في «تفسيره» (١٧ / ١٦٩) وعزاه إلى الثعلبي عن ابن عباس.
(٤) ينظر : الصحاح ٣ / ١٣٠١.
(٥) سقط من أ.
(٦) ينظر : القرطبي في «تفسيره» (١٧ / ١٦٩) وعزاه إلى الثعلبي عن ابن عباس.