مفعول (١) به بالحاملات ، كما يقال : حمل فلان عدلا ثقيلا (٢).
قال ابن الخطيب : ويحتمل أن يكون اسما أقيم مقام المصدر (٣) ، كقوله : ضربه سوطا (٤). ويؤيده قراءة من قرأ بفتح الواو.
والوقر ـ بالكسر ـ اسم ما يوقر أي يحلّ. وقرىء بالفتح (٥) ، وذلك على تسمية المفعول(٦) بالمصدر. ويجوز أن يكون مصدرا على حاله والعامل فيه معنى الفعل قبله ، لأن الحمل والوقر بمعنى واحد ، وإن كان بينهما عموم وخصوص (٧).
قوله : (يُسْراً) يجوز أن يكون مصدرا من معنى ما قبله أي جريا يسرا (٨) وأن يكون حالا ، أي ذات يسر أو ميسرة أو جعلت نفس اليسر مبالغة (٩).
قوله : (أَمْراً) يجوز أن يكون مفعولا به ، وهو الظاهر ، كقولك : فلان قسّم الرّزق أو المال ، وأن تكون حالا أي مأمورة (١٠). وعلى هذا فيحتاج إلى حذف مفعول (فَالْمُقَسِّماتِ). وقد يقال : لا حاجة لتقديره كما في الذاريات. وهل هذه أشياء مختلفة فتكون الفاء على بابها من عطف المتغايرات ، والفاء للترتيب في القسم لا في المقسم به؟
قال الزمخشري : ويجوز أن يراد الرياح وحدها ، لأنها تنشىء السحاب وتقلّه ، وتصرفه ، وتجري في الجو جريا سهلا (١١) وعلى هذا يكون من عطف الصفات ، والمراد واحد ، كقوله (ـ رحمهالله (١٢) ـ) :
٤٥١٧ ـ يا لهف زيّابة للحارث |
|
الصّابح فالغانم فالآيب (١٣) |
وقوله :
__________________
(١) التبيان ١١٧٨ والرازي ٢٨ / ١٩٦.
(٢) المرجع الأخير السابق.
(٣) فتكون مما ناب عن المفعول المطلق.
(٤) انظر : الرازي المرجع السابق.
(٥) ولم يحدد الزمخشري في الكشاف ٤ / ١٣ وأبو حيان في البحر ٨ / ١٣٣ من قرأ بها وسكت عنها ابن خالويه في المختصر ١٤٥ ، وابن جني في المحتسب ٢ / ٢٨٦. وهي شاذة غير متواترة.
(٦) كذا في النسختين والأقرب كما في الفخر الرازي والكشاف والبحر : «المحمول». وانظر : الرازي ٢٨ / ٩٦ والكشاف ٤ / ١٣ والبحر ٨ / ١٣٣.
(٧) الكشاف المرجع السابق.
(٨) البحر والكشاف والرازي السابقان.
(٩) قال أبو حيان : «فيسرا مصدر وصف به على تقدير محذوف فهو على رأي سيبويه في موضع الحال» وانظر : البحر ٨ / ١٣٣.
(١٠) البحر المرجع السابق والرازي ٢٨ / ١٩٦.
(١١) الكشاف ٤ / ١٣.
(١٢) زيادة من أ.
(١٣) سبق هذا البيت ، وشاهده هنا عطف صفات الغانم والآيب على الصابح عطف صفات وانظر : البحر ٨ / ١٣٤ و ١٣٣.