( المباراة )
وأصلها المفارقة ، قال الجوهري : تقول : بارئت شريكي إذا فارقته ، وبارأ الرجل امرأته (١).
وهي طلاق بعوض مترتّب على كراهة كلّ من الزوجين صاحبه ، كما يأتي.
والكلام في صيغتها كما في الخلع من الافتقار إلى استدعاء المرأة مع الكراهة ، أو القبول كذلك ، واللفظ الدال عليه من قبل الزوج ، و ( هو أن يقول : بارأتك ) بالهمزة ( على كذا ) فأنتِ طالق.
ولو قال بدلاً من بارأتك : فاسختكِ ، أو أبنتكِ ، أو غيره من الألفاظ متبعاً لها بالطلاق صحّ ؛ إذ المقتضي للفرقة التلفّظ به لا بها ، بل لو تجرّد عنها وقال : أنتِ طالق على كذا صحّ ، وكان مباراة ؛ إذ هي كما عرفت عبارة عن الطلاق بعوض مع منافاة بين الزوجين ، وليس الطلاق بالعوض إيقاعاً خارجاً عن الخلع والمباراة ، بل هو إمّا خلع أو مبارأة ، فإن قصد به الخلع وجمع شروطه وقع خلعاً ، كوقوعه مباراة لو قصدها مع اجتماع شرائطها ، ويجوز انصرافه إلى أحدهما مع اجتماع شرائطهما ، ولو جمع شروط أحدهما انصرف إليه ، ولو انتفت شروط كل منهما وقع باطلاً أو رجعيا ؛ لما مضى (٢) من انحصار الطلاق البائن بالعوض في الأمرين.
__________________
(١) انظر الصحاح ١ : ٣٦.
(٢) في ص ٣٦٣.