واحدة » (١).
وعليه تحمل الأخبار المعارضة ، الحاكم بعضها بالتخيير ، كما مرّ (٢) ، وآخر بالجمع ، كالموثّق : عن رجل أتى أهله في شهر رمضان؟ قال : « عليه عتق رقبة ، وإطعام ستّين مسكيناً ، وصيام شهرين متتابعين ، وقضاء ذلك اليوم ، وأنّى له بمثل ذلك اليوم » (٣).
لكن في سند الأوّل جهالة ، وفي الثاني كالأوّل قصور عن المكافأة لما مرّ ، مع اعتضاده بالأصل والشهرة العظيمة.
وغاية ما قيل في سند الرواية المفصّلة من القوّة والصحّة ، كما عن التحرير (٤) ، بعد تسليمه لا يوجب حصول المكافأة ، بل غايته كونها رواية صحيحة ، وهي لا تكافئ الرواية الضعيفة المعتضدة بالشهرة خاصّة ، فضلاً عن الصحيحة المتعيّنة (٥) الصحة ، المعتضدة بأصالة البراءة ، فإذاً الأشهر أظهر ، فليحمل الرواية كالموثقة على الفضيلة ؛ جمعاً بين الأدلّة ، ولكن الاحتياط فيما دلّت عليه البتّة ، فلا يترك مهما أمكن.
( ومثلها ) في الخصال والتخيير ( كفّارة من أفطر يوماً منذوراً على التعيين ) من غير عذر ، على الأشهر الأظهر ، بل عليه الإجماع في الانتصار (٦) ؛ لعموم ما سيأتي.
__________________
(١) الفقيه ٣ : ٢٣٨ / ١١٢٨ ، التهذيب ٤ : ٢٠٩ / ٦٠٥ ، الاستبصار ٢ : ٩٧ / ٣١٦ ، عيون الأخبار ١ : ٢٤٤ / ٨٨ ، الوسائل ١٠ : ٥٣ أبواب ما يمسك عنه الصائم ب ١٠ ح ١.
(٢) في ص ٤١٩.
(٣) التهذيب ٤ : ٢٠٨ / ٦٠٤ ، الإستبصار ٢ : ٩٧ / ٣١٥ ، الوسائل ١٠ : ٥٤ أبواب ما يمسك عنه الصائم ب ١٠ ح ٢.
(٤) حكاه عنه في نهاية المرام ٢ : ١٩٠.
(٥) في الأصل : المتعيّن ، والظاهر ما أثبتناه.
(٦) الانتصار : ٦٨.