لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْئَلُونَ (٤٤) وَسْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنا أَجَعَلْنا مِنْ دُونِ الرَّحْمنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ (٤٥))
٤٠ ـ (أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ أَوْ تَهْدِي الْعُمْيَ) ... شبّهوا بهم لعدم انتفاعهم بالسمع والبصر بعد تمرّنهم على الكفر وتوغّلهم في الضلالة (وَمَنْ كانَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) أي بيّن فإنك لا تقدر على جبرهم على الإيمان فلا تحزن على كفرهم وضلالتهم. وهذه الآيات تسلية للنبيّ الأكرم صلوات الله عليه وآله. وقوله (وَمَنْ كانَ) عطف على (الْعُمْيَ) باعتبار تغاير الوصفين.
٤١ و ٤٢ ـ (فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ) ... أي نتوفينّك قبل تعذيبهم (فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ) بعدك إمّا في الدنيا أو في الآخرة (أَوْ نُرِيَنَّكَ الَّذِي وَعَدْناهُمْ) أي وعدناهم به من العذاب في الدّنيا ، فلا تحزن ولا تغتمّ لعدم إيمان قومك فانّ ولعهم بالضلالة مانع لهم عن الهداية (فَإِنَّا عَلَيْهِمْ مُقْتَدِرُونَ) أي لا يعجزوننا بضلالتهم وعدم إيمانهم عن الانتقام منهم. والحاصل أننا ننتقم منهم إمّا في حياتك أو بعد مماتك ، ولسنا عن الانتقام منهم بعاجزين إمّا بك أو بعدك بعليّ بن أبي طالب. فاستشعر صلوات الله عليه وآله من هذه الآية الشريفة بأنها بعده ستقع فتن عظيمة وملاحم شديدة وتتراكم على أهل بيته ولا سيما على عليّ عليهالسلام مصائب كثيرة فظهرت آثار الحزن والملال على جبهته الشريفة ، وبعد ذلك ما شوهد منه ما دام حيّا طلاقة وجه ولا أثر ضحك. وبعد نزول هذه الآيات المذكورة التي كانت وعيدا وتهديدا للمعاندين والمشركين زاد جحودهم ونفاقهم ولم يتنبّهوا أبدا فالتفت النبيّ (ص) إلى ما قضاه الله من أمر المعاندين فتأثّر كثيرا صلوات الله عليه وآله فنزلت :