فالجواب : أن سيبويه حكى أنه لم يرد في الصفات فعلى ـ بكسر الفاء ـ إنما ورد بضمّها ، نحو : حبلى وأنثى وربّى وما أشبهه إلا أنه قد حكى غيره في الصّفات ذلك (١) ؛ حكى ثعلب : مشية حيكى (٢). ورجل كيصى (٣) ، وحكى غيره : امرأة عزهى (٤) ، وامرأة سعلى (٥). وهذا لا ينقض ، لأن سيبويه يقول في حيكى وكيصى كقوله في ضيزى : لتصحّ الياء.
وأما عزهى وسعلى فالمشهور فيهما عزهاة وسعلاة. وقال البغوي : ليس في كلام العرب فعلى بكسر الفاء في النعوت إنما يكون في الأسماء مثل ذكرى ، وشعرى (٦).
والوجه الثاني : أن تكون مصدرا كذكرى.
قال الكسائي : يقال ضاز يضيز كذكر يذكر ، ويحتمل أن يكون من ضأزه بالهمز ـ كقراءة ابن كثير ، إلا أنه خفف همزها وإن لم يكن من أصول القراء كلهم إبدال مثل هذه الهمزة ياء لكنها لغة التزمت فقرأوا بها (٧).
ومعنى ضأزه يضأزه بالهمز نقصه ظلما وجورا.
وممن جوز أن تكون الياء بدلا من همزة أبو عبيدة وأن يكون أصلها ضوزى بالواو ، لأنه سمع ضازه يضوزه ضوزى وضازه يضيزه ضيزى وضأزه يضأزه ضأزا ، حكى ذلك كله الكسائي (٨). وحكى أبو عبيد : ضزته (٩) وضزته (١٠) بكسر الفاء وضمها فكسرت
__________________
(١) قال في الكتاب ٤ / ٣٦٤ : «وهذا باب ما تقلب فيه الياء واوا ، وذلك فعلى إذا كانت اسما ، وذلك الطّوبى والكوسى لأنها لا تكون وصفا بغير ألف ولام فأجريت مجرى الأسماء التي لا تكون وصفا».
انظر الكتاب السابق ، والمزهر ٢ / ٥٣.
(٢) مدح في النّساء ذم في الرجال ، لأن المرأة تمشي هذه المشية من عظم فخذيها والرجل يمشي هذه المشية إذا كان أفحج. وانظر اللسان «حيك» ١٠٧٢.
(٣) رجل كيصى وكيص (عن ابن الأعرابي) متفرّد في طعامه لا يؤاكل أحدا. وانظر اللسان السابق كيص ٣٩٦٧.
(٤) رجل عزهاة وعنزهوة وعزهاءة وعزهى لئيم اللسان عزه ٢٩٣٣.
(٥) استسعلت المرأة صارت كالسّعلاة خبثا وسلاطة ؛ يقال ذلك للمرأة الصّحابة البذيّة. وانظر اللّسان سعل ٢٠١٨.
(٦) معالم التنزيل ٦ / ٢٦٣.
(٧) البحر المحيط ٨ / ١٦٢ والقرطبي ١٧ / ١٠٣ ومعاني الفراء ٣ / ٩٨ و ٩٩.
(٨) نقله عنه صاحب «الجامع» الإمام القرطبيّ في تفسيره ١٧ / ١٠٢ ، كما نقل هذا صاحب اللّسان والصّحاح (ضوز وضأز وضيز).
(٩) نقلها ابن منظور في اللسان ضيز ، قال : «وضزت فلانا أضيزه ضيزا جرت عليه».
(١٠) قال أيضا في اللسان ضوز : ويقال : ضزته حقه أي نقصته وضازني يضوزني (عن كراع). إلّا أن صاحب اللسان ضبطها بالكسر. ولعل ذلك من المحقق.