الضاد من ضوزى ، لأن الضمة ثقيلة مع الواو. وفعلوا ذلك ليتوصّلوا به إلى قلب الواو ياء (١) وأنشد الأخضر على لغة الهمز :
٤٥٦١ ـ فإن تنأ عنها تنتقصك وإن تغب |
|
فسهمك مضئوز وأنفك راغم (٢) |
وضيزى في قراءة ابن كثير مصدر وصف به ، ولا يكون وصفا أصليا لما تقدم عن سيبويه. فإن قيل : لم لا قيل في ضيزى بالكسر والهمز إنّ أصله ضيزى بالضم فكسرت الفاء كما قيل فيها مع ألفها؟
فالجواب : أنه لا موجب هنا للتغيير ، إذ الضم مع الهمز لا يستثقل استثقاله مع الياء الساكنة.
وسمع منهم : ضؤزى بضمّ الضاد مع الواو والهمز (٣).
وأمّا قراءة زيد (٤) فيحتمل أن تكون مصدرا وصف به كدعوى وأن تكون صفة كسكرى وعطشى وغضبى (٥).
قوله : (إِنْ هِيَ) في (هي) وجهان :
أحدهما : أنها ضمير الأصنام أي وما هي إلا أسماء ليس تحتها في الحقيقة مسميات لأنكم تدعون الإلهية لما هو أبعد شيء منها ، وأشد منافاة لها. وهذا على سبيل المبالغة والتجوز ، كما يقال لتحقير إنسان : ما زيد إلا اسم إذا لم يكن مشتملا على صفة معتبرة كقوله : (ما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْماءً سَمَّيْتُمُوها).
الثاني : أن يكون ضمير الأسماء وهي اللّات والعزّى ومناة ، وهم يقصدون بها أسماء الآلهة يعني وما هذه الأسماء إلا سمّيتموها بهواكم وشهوتكم ليس لكم على صحة تسميتها برهان تتعلقون به (٦).
قال أبو البقاء : «أسماء» يجب أن يكون المعنى ذوات أسماء ، لقوله : «سمّيتموها» ؛ لأن الاسم لا يسمى (٧).
__________________
(١) اللسان ضيز ٢٦٢٤ ، والقرطبي ١٧ / ١٠٣ ، ومعاني الفراء ٣ / ٩٨.
(٢) من الطويل وهو مجهول القائل وفي اللّسان والصّحاح : وإن تغب وفي القرطبيّ : وإن تقم. وروي البيت فحظّك وقسمك بدل «فسهمك». والشاهد مضئوز فهو مفعول من ضأز مهموزا. وانظر القرطبي ١٧ / ١٠٠٢ وفتح القدير ٥ / ١٠٩ واللسان والصحاح ضأز ، وروح المعاني ٢٧ / ٥٧ ، والبحر المحيط ٨ / ١٦٢.
(٣) نقلها صاحب اللسان عن ابن الأعرابي ضأز ٢٥٤٠.
(٤) وهي شاذة ذكرها صاحب البحر المحيط ٨ / ١٦٢.
(٥) قال بهذين التخريجين صاحب البحر في المرجع السابق.
(٦) بالمعنى من الكشاف له ٤ / ٣١.
(٧) التبيان ١١٨٨.