وقال ابن زيد وابن كيسان : بهما تحسب الأوقات والأعمار ، ولو لا الليل والنهار والشمس والقمر لم يدرك أحد كيف يجد شيئا إذا كان الدهر كله ليلا أو نهارا (١).
وقال السدي : «بحسبان» تقدير آجالهما (٢) ، أي : يجريان بآجال كآجال الناس ، فإذا جاء أجلهما هلكا ، نظيره : (كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى) [الرعد : ٢].
وقال الضحاك : بقدر (٣).
وقال مجاهد : «بحسبان» (٤) كحسبان الرّحى يعني : قطعها ، يدوران في مثل القطب.
والحسبان : قد يكون مصدر «حسبته أحسبه بالضم حسبا وحسابا وحسبانا» مثل الغفران والكفران والرّجحان.
وحسبته أيضا : أي عددته.
وقال الأخفش : ويكون جماعة الحساب ، مثل «شهاب ، وشهبان» (٥).
والحسبان ـ بالضم ـ أيضا : العذاب والسّهام القصار ، الواحدة : حسبانة (٦).
والحسبانة أيضا : الوسادة الصغيرة تقول منه : «حسّبته» إذا وسدته (٧). قال : [مجزوء الكامل]
٤٦١٩ ـ .......... |
|
لثويت غير محسّب (٨) |
أي غير موسّد ، يعني : غير مكرم ولا مكفن.
قوله تعالى : (وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدانِ) [الرحمن : ٦].
قال ابن عباس وغيره (٩) : النّجم : ما لا ساق له ، والشّجر : ما له ساق.
__________________
(١) أخرجه الطبري في «تفسيره» (١١ / ٥٧٤) عن ابن زيد وذكره البغوي في «تفسيره» (٤ / ٢٦٧) وكذا الماوردي (٥ / ٤٢٣ ـ ٤٢٤.
(٢) ذكره الماوردي في «تفسيره» (٥ / ٤٢٣.
(٣) أخرجه الطبري في «تفسيره» (١١ / ٥٧٤) وذكره السيوطي في «الدر المنثور» (٦ / ١٩١) وزاد نسبته إلى عبد بن حميد.
(٤) أخرجه الطبري في «تفسيره» (١١ / ٥٧٤) وذكره السيوطي في «الدر المنثور» (٦ / ١٩١) وزاد نسبته إلى عبد بن حميد وابن المنذر.
(٥) ينظر لسان العرب ٢ / ٨٦٦.
(٦) ينظر لسان العرب ٢ / ٨٦٦.
(٧) ينظر : لسان العرب ٢ / ٨٦٧.
(٨) البيت لنهيك الفزاري يخاطب عامر بن الطفيل وتمام البيت :
لتقيت بالوجعاء طعنة مرهف |
|
مرّان أو لثويت غير محسّب |
ينظر القرطبي ١٧ / ١٠٠ ، واللسان (حسب) ، وتاج العروس (حسب).
(٩) ذكره السيوطي في «الدر المنثور» (٦ / ١٩١) وعزاه إلى ابن الأنباري في «الوقف والابتداء» وله طريق ـ