وقال عكرمة : مشبكة بالدّر والياقوت (١).
وعن ابن عباس أيضا : «موضونة» أي : مصفوفة ، لقوله تعالى في موضع : (عَلى سُرُرٍ مَصْفُوفَةٍ)(٢) [الطور : ٢٠].
وعنه ، وعن مجاهد أيضا : مرمولة بالذهب.
وقيل : «موضونة» : منسوجة بقضبان الذهب مشبّكة بالدّر والياقوت.
و «الموضونة» : المنسوجة ، وأصله من وضنت الشّيء ، أي ركبته بعضه على بعض.
ومنه قيل للدّرع : «موضونة» ؛ لتراكب حلقها.
قال الأعشى : [المتقارب]
٤٦٧٤ ـ ومن نسج داود موضونة |
|
تسير مع الحيّ عيرا فعيرا (٣) |
وعنه أيضا : وضين الناقة ، وهو حزامها لتراكب طاقاته ؛ قال : [الرجز]
٤٦٧٥ ـ إليك تعدو قلقا وضينها |
|
معترضا في بطنها جنينها |
مخالفا دين النّصارى دينها (٤) |
وقال الرّاغب (٥) : «الوضن : نسج الدّرع ، ويستعار لكلّ نسج محكم».
فجعله أصلا في نسيج الدروع.
وقال الآخر : [الوافر]
٤٦٧٦ ـ أقول وقد درأت لها وضيني |
|
أهذا دينه أبدا وديني؟ (٦) |
أي حزامي.
و «الوضين» : هو الحبل العريض الذي يكون منه الحزم لقوّة سداه ولحمته ، والسرير الموضون الذي سطحه بمنزلة المنسوج.
قال القرطبي «ومنه الوضين بطان من سيور ينسج ، فيدخل بعضه في بعض».
__________________
(١) ذكره القرطبي في «تفسيره» (١٧ / ١٣١).
(٢) أخرجه الطبري في «تفسيره» (١١ / ٦٢٩) وذكره السيوطي في «الدر المنثور» (٦ / ٢١٨) وزاد نسبته إلى ابن المنذر والبيهقي في «البعث والنثور».
(٣) ينظر ديوانه (٧١) ، ومجاز القرآن ٢ / ٢٤٨ ، والطبري ٢٧ / ٩٩ ، والكشاف ٤ / ٥٣ ، والبحر ٨ / ٢٠١ والدر المصون ٦ / ٢٥٥.
(٤) تنظر الأبيات في مجاز القرآن ٢ / ٢٤٩ ، والقرطبي ١٧ / ١٣١ والبحر ٨ / ٢٠١ والدر المصون ٦ / ٢٥٥.
(٥) ينظر : المفردات ٧٢٥.
(٦) تقدم.