الصحابة ، (وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجاتٍ) يرفع الله ـ تعالى ـ بها العالم والطالب.
قال القرطبي (١) : ثبت في الصحيح أن عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ كان يقدم عبد الله بن عباس على الصحابة فكلموه في ذلك ، فدعاهم ودعاه ، وسألهم عن تفسير : (إِذا جاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ) [النصر : ١] فسكتوا فقال ابن عباس : هو أجل رسول اللهصلىاللهعليهوسلم أعلمه الله إيّاه ، فقال عمر : ما أعلم منها إلا ما تعلم (٢).
وقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «بين العالم والعابد مائة درجة ، بين كلّ درجتين حضر الجواد المضمّر سبعين سنة» (٣).
وقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب» (٤).
وقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «يشفع يوم القيامة ثلاثة : الأنبياء ثمّ العلماء ثمّ الشّهداء» (٥).
فأعظم بمنزلة هي واسطة بين النبوة والشهادة بشهادة رسول الله صلىاللهعليهوسلم.
وعن ابن عباس رضي الله عنه : «خيّر سليمان ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ بين العلم والمال والملك ، فاختار العلم فأعطي المال والملك معه» (٦).
__________________
(١) ينظر القرطبي (١٧ / ١٩٤).
(٢) أخرجه البخاري (٨ / ٦٠٦) ، كتاب التفسير ، باب : قوله : «وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللهِ أَفْواجاً» حديث (٤٩٦٩).
(٣) ذكره الحافظ ابن حجر في «تخريج الكشاف» (٤ / ٤٩٢) ، وقال : أخرجه أبو يعلى وابن عدي من رواية عبد الله بن محرر عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة وعبد الله بن محرر ساقط الحديث وذكر ابن عبد البر في «العلم» أن ابن عون رواه عن ابن سيرين عن أبي هريرة وفي الباب عن عمرو بن العاص في «الترغيب» للأصبهاني.
(٤) أخرجه : أحمد في المسند ٥ / ١٩٦ ، والدارمي في السنن ١ / ٩٨ ، المقدمة ، باب : في فضل العلم والعالم. وأبو داود في السنن ٤ / ٥٧ ـ ٥٨ ، كتاب العلم ، باب : الحث على طلب العلم ، الحديث (٣٦٤١) ، والترمذي في السنن ٥ / ٤٨ ـ ٤٩ ، كتاب العلم ، باب : ما جاء في فضل الفقه على العبادة ، الحديث (٢٦٨٢). وابن ماجه في السنن ١ / ٨١ ، المقدمة ، باب : فضل العلماء والحث على طلب العلم ، الحديث (٢٢٣). وصححه ابن حبان ، أورده الهيثمي في موارد الظمآن ، كتاب العلم ، باب : طلب العلم والرحلة فيه ، الحديث (٨٠).
(٥) أخرجه ابن ماجه (٢ / ١٤٤٣) ، كتاب الزهد ، باب : ذكر الشفاعة حديث (٤٣١٣) ، وابن عدي في «الكامل» (٥ / ٢٦٢) ، والعقيلي في «الضعفاء» (٣ / ٣٦٧) ، من حديث عثمان.
قال البوصيري في «الزوائد» (٣ / ٣٢١) : هذا إسناد ضعيف لضعف علاق بن أبي مسلم.
ورواه أبو يعلى في «مسنده الكبير» بإسناد ابن ماجه ومتنه سواء.
وذكره الحافظ في «تخريج الكشاف» (٤ / ٤٩٣) ، وقال : وفيه عنبة بن عبد الرحمن القرشي وهو متروك.
(٦) ذكره الحافظ في «تخريج الكشاف» (٤ / ٤٩٣) ، وقال : ذكره صاحب الفردوس هكذا وذكره قبله ابن عبد البر في «العلم» بلا إسناد.