الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحانَ اللهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (٢٣) هُوَ اللهُ الْخالِقُ الْبارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى يُسَبِّحُ لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)(٢٤)
العامة على نصب «عاقبتهما» والاسم «أن» وما في حيزها ، لأن الاسم أعرف من (عاقِبَتَهُما أَنَّهُما فِي النَّارِ). وقد تقدم تحرير هذا في «آل عمران» (١) و «الأنعام» (٢).
وقرأ الحسن وعمرو (٣) بن عبيد وابن أرقم : برفعها ، على جعلها اسما ، و «أن» وما في حيزها خبر كقراءة : (ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلَّا أَنْ قالُوا) [الأنعام : ٢٣].
قوله : (خالِدَيْنِ فِيها).
العامة على نصبه ، حالا من الضمير المستكن في الجار لوقوعه خبرا.
والتثنية ظاهرة فيمن جعل الآية مخصوصة في الراهب والشيطان ، ومن جعلها في الجنس فالمعنى فكان عاقبة الفريقين أو الصنفين (٤).
قال مقاتل : يعني المنافقين واليهود.
ونصب «عاقبتهما» على أنه خبر «كان» والاسم «أنّهما في النّار».
وقرأ عبد الله ، وزيد (٥) بن علي ، والأعمش ، وابن أبي عبلة : برفعه خبرا ، والظرف ملغى ، فيتعلق بالخبر ، وعلى هذا فيكون تأكيدا لفظيّا للحرف ، وأعيد معه ضمير ما دخل عليه كقوله: (فَفِي الْجَنَّةِ خالِدِينَ فِيها).
وهذا على مذهب سيبويه (٦) ، فإنه يجيز إلغاء الظرف وإن أكد.
والكوفيون يمنعونه ، وهذا حجة عليهم ، وقد يجيبون بأنا لا نسلم أن الظرف في هذه القراءة ملغى بل نجعله خبرا ل «أن» و «خالدان» خبر ثان ، وهو محتمل لما قالوا إلا أن الظاهر خلافه.
قال القرطبي (٧) : وهذه القراءة خلاف المرسوم.
وقوله : (وَذلِكَ جَزاءُ الظَّالِمِينَ) أي : المشركين ، كقوله : (إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ) [لقمان : ١٣].
__________________
(١) آية (١٣٧).
(٢) آية (١١).
(٣) ينظر : المحرر الوجيز ٥ / ٢٩٠ ، والبحر المحيط ٨ / ٢٤٨ ، والدر المصون ٦ / ٢٩٩.
(٤) ينظر : القرطبي ١٨ / ٢٩.
(٥) ينظر : المحرر الوجيز ٥ / ٢٩٠ ، والبحر المحيط ٨ / ٣٢٤٨ ، والدر المصون ٦ / ٢٩٩.
(٦) ينظر : الكتاب ١ / ٢٨٧.
(٧) الجامع لأحكام القرآن ١٨ / ٢٩.