٤٥٢٢ ـ فتداعى(١)منخراه بدم |
|
مثل ما أثمر حمّاض الجبل (٢) |
بفتح (مِثْلَ) مع أنها نعت ل «دم» وكما بنيت «غير» في قوله ـ (رحمهالله عليه)(٣) ـ :
٤٥٢٣ ـ لم يمنع الشّرب منها غير أن نطقت |
|
حمامة في غصون ذات أو قال (٤) |
«غير» فاعل يمنع ، فبناها على الفتح لإضافتها إلى «أن نطقت» وقد تقدم في قراءة : (لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ)(٥) [الأنعام : ٩٤] بالفتح ما يغني عن تقرير مثل هذا.
الثاني : أن (مِثْلَ) ركّب مع (ما) حتى صارا شيئا واحدا (٦) ، قال المازني : ومثله : ويحما ، وهيّما وأينما ، وأنشد لحميد بن ثور ـ (رحمة الله عليه رحمة واسعة ـ) (٧) :
٤٥٢٤ ـ ألا هيّما ممّا لقيت وهيّما |
|
وويحا لمن لم يدر ما هنّ ويحما (٨) |
قال : فلولا البناء لكان منونا.
وأنشد أيضا :
__________________
(١) وروي : «وتداعى» بالواو.
(٢) من الرّمل وهو من إنشاد ابن برّي كما نقله صاحب اللسان «حمض» ٩٩٨. والحمّاض : بقلة برية تنبت أيام الربيع في مسايل الماء ولها ثمرة حمراء وهي ذكور البقول. والبيت تشبيه شيء بشيء بجامع الحمرة. والشاهد : جعل «ما ومثل» اسما واحدا على الفتح مع أنها نعت لدم وهو قول المازنيّ ـ رحمهالله ـ. وانظر : مجمع البيان ٩ / ٢٣٣ والسراج المنير ٤ / ٩٨ والكشف ٢ / ٢٨٧ و ٢٨٨ ، والأشباه والنظائر ٣ / ٢١٠ والمعاني الكبير لابن قتيبة ١ / ٥٩٤.
(٣) زيادة من أالأصل.
(٤) من البسيط لأبي قيس بن الأسلت ، والبيت رواية كرواية الكتاب ٢ / ٣٢٩ وقد روي البيت برفع وفتح غير كما روي في اللسان: سحوق بدل غصون ، و «هتفت» بدل نطقت. و «منها» من الوجناء وهي الناقة في بيت قبله والسّحوق : ما طال من شجر الدوم ، والأوقال جمع وقل وهو المقل اليابس والمعنى : لم يمنعها أن تشرب إلا أنها سمعت صوت حمامة فنفرت ، يعني أنها حديدة النفس يخامرها فزع وذعر لحدّة نفسها.
والشاهد : غير أن نطقت بفتح «غير» رغم أنها فاعل لإضافتها إلى مبنيّ غير متمكن ، وقد تقدم.
(٥) وقد قال الأخفش في هذه الآية إن «مثل» مرفوع الموضع ولكنه فتح كما فتح الظرف في آية الأنعام تلك.
(٦) وانظر : مشكل إعراب القرآن لمكي ٢ / ٣٢٣ والبحر ٨ / ١٣٧ و ١٣٦.
(٧) زيادة من أالأصل.
(٨) البيت من الطويل أنشده أبو الفتح عن أبي علي في الخصائص ٢ / ١٨١ ورواه أبو حيان في البحر ٨ / ١٣٧ عن المازني. والشاهد في «هيما» «ويحما» فكل منهما كلمة أضيفت إلى «ما» وركبت حتى صارتا شيئا واحد ، و «هيما» و «ويحما» من «هيّ وما» و «ويح وما» وهيّ معناها التعجب ، والتأسف على الشيء يفوت ، و «ما» في موضع رفع كأنه قال : يا عجبي. وانظر : اللسان «هيا» ٤٧٤٢ والبحر ٨ / ١٣٧ وقد نسب صاحب اللسان البيت لحميد الأرقط وهو في ملحقات ديوان ثور ٢.