قالوا : والمراد بالتحنيك : إدخال ذلك إلى حنكه ، وهو أعلى داخل الفم.
قيل : ويكفي دلك بكلّ من الحنكين ؛ للعموم ، وإن كان المتبادر دلك الأعلى ، ولذا اقتصر عليه جماعة من العامّة والخاصّة (١).
( ومع عدمه ) أي ماء الفرات ـ ( بماء فرات ) ، أي عذب.
والأولى التحنيك بماء السماء مع تعذّر ماء الفرات ، كما في النصّ (٢).
وما ذكروه من مطلق الماء الفرات بعد تعذّر ماء الفرات لم نقف لهم على نصّ ، ولا بأس بمتابعتهم حيث يتعذّر ماء السماء فيحنّك به مسامحةً في أدلّة السنن.
قيل : ويمكن فهمه من بعض نصوص ماء الفرات ؛ بناءً على احتمال إضافة العامّ إلى الخاصّ (٣). وفيه نظر.
( وإن لم يوجد ) الماء الفرات ولا غيره ( إلاّ ماء ملح ، خلط بالعسل أو التمر ) لورود الأمر بالتحنيك بكلّ منهما.
ففي الخبر : « حنّكوا أولادكم بالتمر ، هكذا فعل النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم بالحسن والحسين عليهماالسلام » (٤).
وأمّا العسل فمحكيّ عن الرضوي (٥) ، مع أنّ فيه شفاء من كلّ داء.
__________________
(١) قاله الفاضل الهندي في كشف اللثام ٢ : ١٠٢.
(٢) الكافي ٦ : ٢٤ / ٤ ، التهذيب ٧ : ٤٣٦ / ١٧٤٠ ، مكارم الأخلاق : ٤٨٩ / ١٦٩٥ ، الوسائل ٢١ : ٤٠٧ أبواب أحكام الأولاد ب ٣٦ ح ٣.
(٣) انظر كشف اللثام ٢ : ١٠٢.
(٤) الكافي ٦ : ٢٤ / ٥ ، التهذيب ٥ : ٤٣٦ / ١٧٤١ ، مكارم الأخلاق : ٢٢٩ ، الخصال : ٦١٠ / ١٠ ، الوسائل ٢١ : ٤٠٧ أبواب أحكام الأولاد ب ٣٦ ح ١ ؛ بتفاوت يسير.
(٥) فقه الرضا عليهالسلام : ٢٣٩ ، المستدرك ١٥ : ١٣٨ أبواب أحكام الأولاد ب ٢٧ ح ١.