وفي سنده جهالة ، وفي المتن شذوذ بحسب الدلالة ، ومع ذلك مخالف للقواعد المقرّرة من عدم لزوم النذر مع العجز المستلزم لعدم الكفّارة.
ومنه يظهر الجواب عن رواية أُخرى في المسألة : عن رجل نذر صياماً : فثقل عليه الصوم؟ قال : « تصدّق عن كل يوم بمدٍّ من حنطة » (١).
ويأتي فيها أيضاً ما في السابقة من الضعف والشذوذ ، ولو من غير تلك الجهة.
ونحوهما في الشذوذ ما مرّ من الصحيح ، أنّ « من عجز عن نذر نذره فعليه كفّارة يمين » (٢) مع أنّ الأصحاب حملوه على خلاف ظاهره كما عرفت ، فإذاً الأقوى عدم وجوب هذه الكفّارة ، بل هي مستحبّة ، وفاقاً لجماعة (٣).
وعلى تقدير الوجوب ( فإن عجز عنها ) أيضاً ( تصدّق بما استطاع ) فإنّ الميسور لا يسقط بالمعسور ( فإن عجز ) أصلاً ( استغفر الله ) تعالى ، ولم أقف على مستنده ، مع كون الإفطار عن عجز مرخّص ، ولا معنى للزوم الاستغفار حينئذٍ ، فهو غريب.
وأغرب منه ما يوجد في بعض الحواشي المنسوبة إلى المحقّق الشيخ علي من الأمر به ثلاثاً ، ولعلّ لهم مستنداً في ذلك لم نظفر به ، وكيف كان فالاستحباب لا بأس به.
__________________
(١) الفقيه ٣ : ٢٣٤ / ١١٠٥ ، الوسائل ٢٣ : ٣١٢ أبواب النذر والعهد ب ١٢ ح ٢.
(٢) راجع ص ٤٢٥.
(٣) منهم ابن فهد في المهذب البارع ٣ : ٥٧٠ ، والفاضل المقداد في التنقيح ٣ : ٤٠١ ، والشهيد الثاني في المسالك ٢ : ٨٩.