تهديد شديد وكفى به وعيدا على مجازاتهم على إلحادهم (أَفَمَنْ يُلْقى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِناً يَوْمَ الْقِيامَةِ) استفهام تقرير وتوبيخ وتهجين ، معناه أن الملحد الذي يلقى في النار كأبي جهل وأبي لهب ونظرائهما خير أم من يأتي يوم القيامة مأمونا كسلمان وأبي ذرّ وعمار وأمثالهم من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآله؟ فكلّ عاقل يدري ويعرف أنهما ليسا بمتساويين حينئذ. وقد قال أمير المؤمنين عليه آلاف الصلاة والسّلام : فليختر كلّ واحد منكم لنفسه ما شاء من الأمرين ، فإن العاقل لا يختار الإلقاء في النار ، فإذا لم يختر ذلك فلا بدّ أن يؤمن بالآيات. ثم خوّفهم بقوله (اعْمَلُوا) مختارين من الطريقتين (ما شِئْتُمْ) أي ما أردتم فلكم الخيار. واللفظ أمر لكن معناه التهديد الشديد والوعيد المخوّف (إِنَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) أي كل شيء يصدر منكم فإن الله يعلمه ولا يخفى عليه شيء من أعمالكم خفية أو علانية فيجازيكم بها.
* * *
(إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتابٌ عَزِيزٌ (٤١) لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ (٤٢) ما يُقالُ لَكَ إِلاَّ ما قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ وَذُو عِقابٍ أَلِيمٍ (٤٣) وَلَوْ جَعَلْناهُ قُرْآناً أَعْجَمِيًّا لَقالُوا لَوْ لا فُصِّلَتْ آياتُهُءَ أَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدىً وَشِفاءٌ وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ فِي آذانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى