نقول : هناك فرق بين الأجر والأجرة لغة ، فإن الأجر هو الثواب على الأعمال العباديّة تفضّلا كما هو الحق في قبال القول بالاستحقاق ، وهذه وظيفة جعلها الله على ذاته المقدّسة كرامة وفضلا على عباده ولا ربط لها بالمخلوق. ويؤيّد هذا قول نوح عليهالسلام (وَما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلى رَبِّ الْعالَمِينَ) فقد حصر عليهالسلام أجره بربّه ونفاه عن المخلوقين لأنه منفيّ عن ساحتهم ، حيث إن أمر الثواب والعقاب منحصر بذاته المقدّسة. وامّا الأجرة فهو الكراء والعوض ، ومثله الاجارة وما يأخذه الخادم بعوض عمله وشغله وخدمته المقرّرة ، وهو واجب على المؤجّر أن يقدمه كواجبه الآخر. وهذا هو السرّ في تعابيرهم وإيثارهم الأجر على الأجرة عليهم صلوات الله.
والحاصل أن آية المودّة قال في بيانها صاحب الكشّاف : روي عن النبيّ أنه قيل له : يا رسول الله من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودّتهم؟ فقال صلىاللهعليهوآله : عليّ وفاطمة وابناهما ، فثبت بهذا أنّ هؤلاء الأربعة أقارب النبيّ وهم مخصوصون بمزيد التعظيم. وقال صلىاللهعليهوآله : فاطمة بضعة منّي يؤذيني ما يؤذيها. وثبت بالنّقل المتواتر عن النبيّ أنه كان يحبّ عليّا وفاطمة والحسن والحسين ، فوجب على الأمّة كلّها مثله لقوله (وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) ونعم ما قال الشّاعر :
لو أن عبدا أتى بالصّالحات غدا |
|
وودّ كلّ نبيّ مرسل ووليّ |
وصام ما صام صوّام بلا ملل |
|
وقام ما قام قوّام بلا كسل |
ما كان في الحشر يوم البعث منتفعا |
|
إلّا بحبّ أمير المؤمنين عليّ |
وفي تفسير منهج الصّادقين ، عن أبي حمزة الثمالي عن عثمان بن عمير عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أن رسول الله صلىاللهعليهوآله حينما قدم المدينة جاءه أكابر الصحابة وقالوا : يا رسول الله أنت ملاذنا ومقتدانا