الصواعق والعواصف. فهو سبحانه الذي ينزل السكينة (فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ) الذين قال عنهم القمّي : هم الذين لم يخالفوا النبيّ الأكرم ولم ينكروا عليه الصّلح (لِيَزْدادُوا إِيماناً مَعَ إِيمانِهِمْ) أي إيمانا بالشرائع كلّها التي تنزل على الرسول ، مع إيمانهم بالله تعالى. وعلى هذا التفسير ، أي كون السّكينة بمعنى الإيمان مع قطع النظر عن تقيّده بما قلنا ، منضمّا إلى تفسير الإيمان الأول في الشريفة يكون (لِيَزْدادُوا إِيماناً مَعَ إِيمانِهِمْ) هو بما فسّر من الإيمان الأول بالشرائع ، والثاني هو الإيمان بالله. أي فإنهم كانوا مؤمنين بالله ، فإنزال الإيمان بالله في قلوبهم تحصيل للحاصل إلّا بمعناه الذي أوّلناه. ويؤيّد ما قلناه قوله سبحانه (فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ) وذلك أنّ ظاهر الشريفة يستفاد منه أنّ إضافة القلوب إلى المؤمنين كانت قبل صيرورته ظرفا للسّكينة ، فعلى هذا لا بدّ من تأويل الإيمان الذي هو معنى السكينة بما أوّلناه ، وإلّا فكون السكينة بمعنى الإيمان المطلق لا يناسب المقام. وإن قيل إن المراد بالإيمان الذي هو معنى السكينة إن كان هو الإيمان بالله تعالى نقبل ما أوردتم ، لكنّه ليس الأمر كذلك فإن الإيمان الذي هو معنى السكينة هو الإيمان بالنبيّ وبشريعته لا الإيمان بالله تعالى ، فيقال أيضا يرد عليكم ما أوردناه سابقا بناء على ما ذكره القمّي في تفسير المؤمنين في قوله تعالى (فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ) حيث فسّر بأنهم الذين لم يخالفوا النبيّ صلىاللهعليهوآله ولم ينكروا عليه الصّلح ، وليس معنى هذا الكلام إلّا أنهم المؤمنون بالنبيّ وبشرائعه التي نزلت عليه فإذا كانت السكينة بمعنى الإيمان بالشرائع والإيمان الذي كان مضافا إليه للظرف أيضا كان بهذا المعنى على قول القمي ، فيحصل تحصيل الحاصل في ناحية الظرف ومتعلّقة ، فالإشكال وارد على أيّ حال فلا يخفى على المتأمّل فلا بدّ إمّا من تفسير السكينة بالقوّة أو تقييد الإيمان بالكامل منه (وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) أي ما يتجنّد منه من الملائكة والثقلين وغيرهم من ذوات الأرواح مطلقا حتى الحشرات والهوام وغير ذوات الأرواح من الجمادات