وتضجّر قلب فالله تعالى لطفا منه به ورحمة لنبيّه صلواته عليه وآله أنزل السكينة على نبيّه لتسكين قلبه وثباته وليتحمّل حميّة القوم وأذاهم. وهذا ما يستفاد ممّا أخبر سبحانه به من قوله عزوجل (فَأَنْزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوى) أي قول لا إله إلّا الله كما عن عليّ في جواب من سأله عن كلمة التقوى ، أو المراد بها هو الشهادة بالولاية كما عن النبيّ صلوات الله عليه وآله الذي قال : إن عليّا هو الكلمة التي ألزمها التّقوى أو المتّقين. وفي التوحيد عن أمير المؤمنين عليهالسلام أنه قال في خطبة : أنا عروة الله الوثقى ، وكلمة التقوى. وفي الإكمال عن الرّضا عليهالسلام في حديث له : نحن كلمة التقوى والعروة الوثقى. والآية تدل بظاهرها على أن المراد هي الشهادة بالولاية مع قطع النظر عن الرّويات الكثيرة. بيان ذلك أن الشهادة بالوحدانية وإن كانت في بدء الإسلام أمرا صعبا على النفوس ، لكنّه بعد برهة قصيرة من الزّمان صارت أمرا متعارفا معتادا بحيث صارت شعارا للدخول في الدين الإسلامي لحقن دمائهم وأعراضهم ونواميسهم وللاستفادات الأخر كالشركة في الغنائم والتجارات وسائر الأمور الماديّة فكانوا لهذه الجهات ونحوها يدخلون في الإسلام أفواجا بخلاف الشهادة بالولاية فإنّها كانت صعبة ثقيلة كبيرة إلّا على الخاشعين من بداية الإسلام إلى نهايته بل في بداية الأمر كان لا يتكلّم بها النبيّ صريحا مع أنها شعار الإيمان ولذا كانوا يحتاجون إلى الإلزام والإثبات كما قال تعالى (وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوى) مرجع الضمير إلى أهل الإيمان فقط أي ثبّتهم عليها (وَكانُوا أَحَقَّ بِها وَأَهْلَها) يحتمل أن تكون الجملة في معرض التعليل لانحصار إرجاع الضمير إليهم ، أي لكونهم أحقّ بها وأهلا لها وغيرهم ليسوا كذلك (وَكانَ اللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً) فيعلم من كان أهلا لكلمة الشهادة بالولاية وحقيقا بها.
* * *