الكريم (ص) وأن تكونوا منقادين له صلوات الله عليه وآله. هذا ما يستفاد من الآيتين الشريفتين والله أعلم بما أراد (وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيانَ) الكفر على أقسام أربعة الأوّل كفر الجهل بحيث لا يعرف الإنسان الإله الحقّ تعالى حتى يعترف به ، والثاني كفر الإنكار وهو الذي يعرفه بقلبه وينكره بلسانه بوسوسة من الشيطان اللّعين. والثالث كفر النّفاق وهو الذي يقبله باللسان ، ويردّه بالقلب مع أنّه يعرفه ، كما أنّ السياسيين يعملون هكذا لمصالحهم. والرابع كفر العناد والجحود ، وهو شأن الذين لا يستمعون الحق ولا يجيبون داعيه بل لا يدورون حوله ولا يقربونه حتى يعرفوه ويستمعوا كلامه. بل إذا هو دعاهم يدخلون أصابعهم في آذانهم حتى لا يسمعوا ما يقوله أحقّ هو ما دعا إليه أم هو باطل فيقرّوا به أو يردّوه. وهذا أشدّ أقسامه. وهذا نحو ما كان عليه أهل مكة وبالأخصّ عشيرة النّبي الأكرم صلىاللهعليهوآله. والظاهر أن المراد بالكفر في الآية هو معناه العام فيكون حاصل معنى الشريفة هو أنه تعالى جعل الإيمان محبوبا لكم وجعل الإسلام أحبّ الأديان لديكم بقيام الأدلة الواضحة والبراهين السّاطعة عليه ، مضافا إلى ما وعد عليه من الثواب والأجر الجزيل ، وزيّنه في القلوب أي جعله زينا وحسنا عندكم بالألطاف الداعية إليه ، وجعل الكفر بتمام أقسامه وأخويه كريهة ومبغوضة لديكم بما وصف من العقاب عليها وبما وعد عليها من جهنّم وشديد العذاب فيها. وفي المجمع عن الباقر عليهالسلام : الفسوق الكذب ، وفي اللغة هو مصدر معناه الخروج عن طريق الحق والفاسق هو الذي لا يبالي بما يقول وبما يقال فيه ، والعصيان مصدر معناه ترك الطاعة والانقياد له تعالى. وعن الصّادق عليهالسلام حبّب إليكم الإيمان وزيّنه في قلوبكم يعني أمير المؤمنين وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان يعني أعداءه الذين لم يلتزموا بالدّين وما جاء به محمد (ص) عن ربّ العالمين. وعنه عليهالسلام : الدّين هو الحبّ ، والحبّ هو الدّين (أُولئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ) أي الذين