واحد. واللّمز العيب حضورا والهمز العيب غيابا. وفرّق بعض بأن اللّمز يكون باللّسان والعين والإشارة ، والهمز لا يكون إلّا باللّسان (وَلا تَنابَزُوا بِالْأَلْقابِ) أي لا تلقّبوا بعضكم بعضا بالألقاب الدّنيئة المشعرة بالذّم والتعيير كاليهوديّة والنصرانيّة والمجوسيّة يعني لا تدعوا بذلك من كان يهوديّا أو نصرانيّا فآمن : يا يهوديّ أو يا نصرانيّ أو يا مجوسي ، والنّبز شائع في الألقاب القبيحة. ومن المرويّ عن رسول الله صلىاللهعليهوآله أنه قال : من حقّ المؤمن على أخيه أن يسمّيه بأحبّ أسمائه إليه. وقيل معناه لا تلعنوا بعضكم بعضا ولا تتلاعنوا (بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمانِ) أي لا تسمّوا المؤمنين بالأسماء التي تدل على فسقهم قبل إيمانهم كاليهوديّة والنصرانيّة والمجوسيّة أو يا خمّار ويا لمّاز ويا عيّار ونحوها من الألقاب القبيحة المشعرة بالذم والتعيير ، فلا تدعوهم بتلك الألقاب ولا تنادوهم بها فإن نداءهم بها إيذاء وهتك لهم ولا يجوز إيذاؤهم وهتكهم لأنهم مؤمنون مثلكم محترمون. وهذه الآية واردة مورد التعليل للنّهي عن التّنابز بالألقاب القبيحة بعد الإيمان لأنّ التسمية بهذه الأسماء المشعرة بفسق المسمّى قبل إيمانه غير مشروعة بعد الإيمان. فهذه الجملة كلام مستأنف ومتضمّن للأمر بالاجتناب عن التنابز وبيان لعلّة الموجبة للنّهي عن التّنابز كما قلنا آنفا. ويحتمل أن يكون المراد بالفسوق هو فسق المسمّى بصيغة اسم الفاعل ، بيان ذلك أنه إذا نادى شخص مؤمن مؤمنا جديد الإيمان بالاسم القبيح المشعر بالذّم فهذه التسمية موجبة لأذيّة جديد الإيمان. والمراد بالألقاب أعمّ من اللقب الاصطلاحي فتشمل الأسماء ، ولذا عبّر بعد قوله تعالى (وَلا تَنابَزُوا بِالْأَلْقابِ) بقوله (بِئْسَ الِاسْمُ) والمراد بهذا الاسم هو المنهيّ عنه سابقا المعبّر عنه باللقب بصيغة الجمع. وكذلك الاسم عامّ يطلق على اللّقب والكنية (وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) يكونون ظالمين بالنظر للعصيان وتعريض نفوسهم للعذاب الدائم.