من أيّ قسم من أقسامه ، فإنه إذا عمل على طبق ظنّه بلا رويّة فربّما يرتكب إثما فيندم فلا تفيده النّدامة وفي الكافي عن الصّادق عن أمير المؤمنين عليهماالسلام قال : ضع أمر أخيك على أحسنه حتى يأتيك ما يقلبك منه ، ولا تظنّ بكلمة خرجت من أخيك سوءا وأنت تجد لها في الخير محملا ، وفي نهج البلاغة : إذا استولى الصّلاح على الزمان وأهله ثم أساء رجل الظنّ برجل لم يظهر منه خزيه فقد ظلم ، وإذا استولى الفساد على الزّمان وأهله ثم أحسن الرّجل الظن برجل فقد غرّر ، أي غرّر بنفسه وعرّضها للهلكة. (وَلا تَجَسَّسُوا) أي لا تتّبعوا عورات المؤمنين ولا تتفحّصوا عنهم وعن مجاري أمورهم لكي تطّلعوا على سرائرهم وعلى سوآتهم فإن الله تعالى موصوف بصفة ستّار العيوب ، ويحبّ أن يكون عبده كذلك. وفي الكافي عن الصّادق عليهالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : لا تطلبوا عثرات المؤمنين فإنه من يتتبّع عثرات أخيه يتتبّع الله عثرته ويفضحه ولو في جوف بيته (وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً) سئل النبيّ صلىاللهعليهوآله عن الغيبة فقال صلىاللهعليهوآله : أن تذكر أخاك بما يكرهه ، فإن كان فيه فقد اغتبته وإلّا فقد بهتّه. وفي الكافي عن الصّادق عليهالسلام أنه سئل عن الغيبة فقال : أن تقول لأخيك في دينه ما لم يفعل وتبثّ عليه أمرا قد ستره الله عليه ما لم يقم عليه فيه حدّ. وفي رواية ، وأمّا الأمر الظاهر فيه مثل الحدّة والعجلة فلا. وعن الكاظم عليهالسلام : من ذكر رجلا من خلقه بما هو فيه ممّا عرفه الناس لم يغتبه ، ومن ذكره من خلقه بما هو فيه ممّا لا يعرفه النّاس اغتابه ، ومن ذكره بما ليس فيه فقد بهته. وفي العيون عن الرّضا عليهالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : من عامل الناس فلم يظلمهم ، وحدّثهم فلم يكذبهم ، ووعدهم فلم يخلفهم ، فهو ممّن كملت مروّته وظهرت عدالته ووجبت أخوّته ، وحرمت غيبته. وفي كتاب جعفر بن محمد الدّوريستي بإسناده إلى أبي ذرّ رضوان الله عليه عن النّبي صلىاللهعليهوآله أنه