وآله بعد منازلهم عن المسجد والصلاة معه فنزلت الآية فظلّوا في دورهم ثابتين ، فقال صلىاللهعليهوآله إن الله يكتب خطواتكم ويثيبكم عليها فالزموا بيوتكم وكانوا قبل ذلك ناوين على الانتقال من منازلهم فرجعوا عما نووا والتزموا بيوتهم (وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ) أي عدّدناه في اللّوح المحفوظ ، أو هو عليّ بن أبي طالب عليهماالسلام فإن علم جميع الحوادث من الخير والشر عنده. وفي الاحتجاج عن النّبيّ في حديث قال : معاشر الناس ما من علم إلّا علّمنيه ربّي وأنا علّمته عليّا. وبهذا المضمون روايات كثيرة. وقيل أراد به صحائف الأعمال ، وسمّي (مبينا) لأنه لا يدرس أثره. وفي المعاني عن الباقر عن أبيه عن جدّه عليهمالسلام قال : لمّا نزلت هذه الآية على رسول الله صلىاللهعليهوآله (وَكُلَّ شَيْءٍ) الآية قام أبو بكر وعمر من مجلسهما وقالا يا رسول الله هو التوراة؟ قال : لا. قالا فهو الإنجيل؟ قال : لا. قالا : فهو القرآن؟ قال فأقبل أمير المؤمنين عليهالسلام فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : هو هذا ، إنه الإمام الذي أحصى الله فيه علم كلّ شيء ثم إنه تعالى أمر رسوله على أن يمثّل لأهله أي أهل مكة بأهل أنطاكية في رسوخ الكفر والعناد وعدم الطاعة والانقياد مع وجود المعجزات الظاهرات والآيات الواضحات فقال عزّ من قائل :
* * *
(وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً أَصْحابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جاءَهَا الْمُرْسَلُونَ (١٣) إِذْ أَرْسَلْنا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُما فَعَزَّزْنا بِثالِثٍ فَقالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ (١٤) قالُوا ما أَنْتُمْ إِلاَّ