وتجويز التأثير
______________________________________________________
على انه قد يمنع وجوبه من دون العلم : قال في المنتهى : ولا خلاف في شرط العلم.
ويدل عليه الخبر أيضا كما سيجيء.
فتأمل. فيه ، إذ قد يقال : اشتراط العلم قد يؤل الى تعطيل الأمر ، إذ قد يترك الكل ، لعدم العلم الذي هو شرط في الوجوب ، فلا يجب على احد ولا يحصل المطلوب.
ويمكن ان يقال : لا يقع هذا بحكم الله ، أو لوجوب الأوامر وترك النواهي ، فيحصل العلم لذلك ، وحينئذ يحصل المطلوب.
أو يقال : المراد بشرط الوجوب ، شرطه المجامع للفعل : أو انه أراد بشرطيته للوجوب ، شرطيته لتحقق الواجب مسامحة ، لظهور ذلك ، وأشار الى أنّه لا يجوز قبل العلم والتعلم.
ثم ان الظاهر أيضا عدم وجوب التعلم أيضا ، مع وجود من يعلم ، وقدرته على الأمر والنهي ، مثل من لا يعلم ، أو أشد قدرة منه.
نعم : لو لم يكن عالم قادر كاف ـ مع وجود الجاهل كذلك منفردا أو منضما ، وعلم تحقق ترك المأمور وفعل المنكر مجملا ، وعلم وجوب الأمر والنهي على الاجمال على الكل ـ يجب عليه التعلم على التفصيل لتحصيل الغرض ، وهو نادر.
(الثاني) : تجويز التأثير عند الآمر ، فلو لم يجوّز التأثير ـ علما أو ظنا متاخما للعلم ويحتمل الظن مطلقا ـ قال (١) في المنتهى : لم يجب الأمر ، بل يجوز الفعل والترك معا.
قال في المنتهى يدل على هذين الشرطين ما روى عن أبي عبد الله
__________________
(١) جواب شرط لقوله قدس سره : فلو لم يجوّز إلخ.