ويجب فيه النيّة ، والبدأة بالصّفا ، بان يلصق عقبيه به ، والختم بالمروة بأن يلصق أصابع رجليه بها.
______________________________________________________
مثلها موجودا أيضا في التهذيب مسندا وسيجيء.
والظاهر أنّ الجاهل مثل الناسي في جميع ما تقدّم لكونه عذرا كما تقدم ، ولتقييد الإعادة في الرواية والإجماع بالعمد ولا شك ان الجاهل ليس بعامد لانّ المتبادر من العامد هو المتذكّر للوجوب فلا يكون الجاهل ملحقا بالعامد والّا يلزم كون العمد لغوا بل مضرّا ، لإشعاره بعدم جريان حكمه في غيره من الناسي والجاهل.
والظاهر انه لا يحلّ لهما بعد العلم والذكر ما يحرم عليهما قبل السعي حتّى يحصل السعي كملا وقد أشير في الدروس بذلك في الناسي فتأمل.
قوله : ويجب فيه النية إلخ .. البحث عن النيّة مستغنى عنه لما مرّ غير مرّة.
واما وجوب الابتداء بالصّفا فقال في المنتهى : انه قول العلماء وسندهم الاخبار من طريق العامة (١).
ومن الخاصة مثل صحيحة معاوية بن عمار عن ابى عبد الله عليه السّلام انّ رسول الله صلّى الله عليه وآله حين فرغ من طوافه وركعتيه قال : ابدؤا بما بدأ الله به من إتيان الصفا انّ الله عزّ وجل يقول (إِنَّ الصَّفا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعائِرِ اللهِ) (الرواية) (٢).
وهو (هي ظ) يدل على عدم الاعتداد به لو عكس فيجب ان يطرح الكل ويستأنف من الصفا فافهم.
ويدل عليه صريحا صحيحة معاوية بن عمار عن ابى عبد الله عليه السّلام
__________________
(١) صحيح مسلم كتاب الحج (١٩) باب حجة النبي صلّى الله عليه (وآله) وسلّم ، قال : ابدء بما بدء الله به فبدء بالصّفا.
(٢) الوسائل الباب ٦ من أبواب السّعي الرواية ٧.