ويستحب المرابطة بنفسه وبفرسه وغلامه ، وان كان الإمام غائبا ، وحدّها ثلاثة أيام إلى أربعين يوما ، فان زادت فله ثواب الجهاد.
______________________________________________________
ثوابهم بكثرة مشقتهم حتى يظهر الله بإمامهم : والفرق بين الخلاف للحق وبين الشرك ، وكذا سكوت الأصحاب عن ذلك مع ذكرهم الفروعات الكثيرة ، إلا ما نقل عن الشهيد مجملا ، مع عدم محله وسنده.
دليل (١) عدم وجوب المهاجرة عن بلاد المخالف ، كالمهاجرة عن بلاد الشرك.
وهذا يؤذن بالفرق بين المخالف والمشرك ، وعدم اتحاد الحكم فيهما ، مثل عدم نجاسة المخالف ، ولهذا قيل بغسلهم وتكفينهم ودفنهم في مقابر المسلمين والصلاة عليهم بخلاف المشركين.
وبالجملة يظهر بالتتبع عدم اتحادهم وهو ظاهر ، وليس هذا محل الذكر ، فان المقصود هنا غير ذلك.
قوله : (ويستحب المرابطة إلخ). قال في المنتهى : الرباط فيه فضل كثير وثواب جزيل ، ومعناه : الإقامة عند الثغر ، لحفظ المسلمين ، وأصله من رباط الخيل ، لأن هؤلاء يربطون خيولهم كل قوم بعد آخرين ، فسمى المقام بالثغر رباطا ، وان لم يكن خيل.
وفضله متفق عليه : روى سلمان رضى الله عنه قال سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله يقول : رباط يوم وليلة (في سبيل الله ـ المنتهى) خير من صيام شهر وقيامه وان مات جرى عليه عمله الذي كان يعمله واجرى عليه رزقه وأمن الفتان (٢).
__________________
(١) خبر لقوله قدس سره قبل أسطر : ولعل ورود التقية إلخ.
(٢) صحيح مسلم ، ج ٣ ، كتاب الامارة ، ص ١٥٢٠ (٥٠) باب فضل الرباط في سبيل الله عزّ وجلّ الحديث ١٦٣ وقال الإمام النووي في شرح الحديث : (وأمن الفتان) ضبطوا (أمن) بوجهين أحدهما أمن بفتح