بعد صلاة ستّ ركعات بمسجد الخيف عند المنارة التي في وسطه ، وفوقها بنحو من ثلثين ذراعا ، وعن يمينها ويسارها كذلك.
______________________________________________________
وامّا المراد بقوله : بعد ان صلّى ست ركعات إلخ فكأنّه استحباب ستّ ركعات في مسجد الخيف وهو مسجد منى حين أراد ان يخرج من منى.
وأنّ الأفضل في الموضع المحدود وان كان مستحبا في كل المسجد لأنّه كان مسجد رسول الله صلّى الله عليه وآله.
يدل عليه رواية على بن أبي حمزة عن ابى بصير عن ابى عبد الله عليه السّلام قال صلّ ست ركعات في مسجد منى في أصل الصومعة.
كأنه الموضع المحدود أو البيت الموجود هناك تحت المنارة.
ولا يضرّ عدم صحة سندها لأنّه مستحب والظاهر عدم الخلاف.
لعل الصومعة هو الموضع المحدود الذي يستحب جعله مصلّى ما دام بمنى (١).
لصحيحة معاوية بن عمار عن ابى عبد الله عليه السّلام قال : صل في مسجد الخيف ـ وهو مسجد بمنى وكان مسجد رسول الله صلّى الله عليه وآله على عهده ـ عند المنارة التي في وسط المسجد ، وفوقها إلى القبلة نحوا من ثلثين ذراعا ، وعن يمينها ، وعن يسارها وخلفها نحوا من ذلك فقال : فتحرّ ذلك فان استطعت ان يكون مصلّاك فيه فافعل ، فإنّه قد صلّى فيه ألف نبي ، وانما سمّى الخيف لأنّه مرتفع عن الوادي وما ارتفع عنه يسمّى خيفا (٢).
ولعل فيها أيضا اشعارا بكون ست ركعات في هذا الموضع المحدود واليه أشار المصنف في الكتاب وغيره فتأمل في قول المحشّين انّ استحباب الصلاة ستا ، في
__________________
(١) الوسائل الباب ٥١ من أبواب أحكام المساجد الرواية ٢.
(٢) الوسائل الباب ٥٠ من أبواب أحكام المساجد الرواية ١.