.................................................................................................
______________________________________________________
واعلم أنّ أكثر مسائل هذا الكتاب إنما تقع مع حضور الامام عليه السّلام ، إمّا متعلق بنفسه أو بأصحابه ، فلا يحتاج الى العلم به ، وتحقيقه ، ولهذا ما نشرح ما في هذا الكتاب الا قليلا ، من حلّ بعض ما فيه ، وما يتعلق بزمان الغيبة ، وما له فائدة عائدة إلى أهله ، اختصارا على ماله الفائدة والمحتاج اليه ، والأمور الضرورية ، مع قلة البضاعة.
ثم ان دليل وجوبه في الجملة الآيات الكثيرة ، وإجماع الأمّة ، والسنّة الشريفة ، وأنه موجب للثواب العظيم ، والدرجات العالية : وذلك معلوم بالعقل والنقل ، من الكتاب والسنة :
ويكفي في ذلك من الكتاب قوله تعالى «فَضَّلَ اللهُ الْمُجاهِدِينَ بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلًّا وَعَدَ اللهُ الْحُسْنى وَفَضَّلَ اللهُ الْمُجاهِدِينَ عَلَى الْقاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً» (١).
ومن السنة ما روى عن جعفر عن أبيه عن آبائه عليهم السّلام أنّ النبي صلّى الله عليه وآله قال : فوق كل ذي برّ بر حتى يقتل في سبيل الله فإذا قتل في سبيل الله فليس فوقه برّ ، وفوق كل ذي عقوق عقوق حتى يقتل أحد والديه فإذا قتل احد والديه فليس فوقه عقوق (٢).
والمراد بوجوب الجهاد ، الوجوب الكفائي : وهو الظاهر ، والمصرّح به في الكتب ، وصرّح به فيما بعد هنا أيضا :
قال في المنتهى : ومعنى الكفاية في الجهاد أن ينهض له قوم يكفون في قتالهم ، إمّا بان يكونوا جندا معدّين للحرب ، ولهم أرزاق على ذلك ، أو يكونوا
__________________
(١) سورة النساء : (٩٥)
(٢) الوسائل الباب ١ من أبواب جهاد العدو وما يناسبه حديث ٢١.