.................................................................................................
______________________________________________________
واستدلّ بمفهومها على سقوط الحجّ من قابل ، لو كان بعد المزدلفة.
ويمكن أن يستدلّ بالأصل أيضا ، وبالإجماع المدّعى في المنتهى ، وبالأخبار الآتية الدالّة على وجوب البدنة فقط على الواطى بعد الموقفين في الجملة ، والأخبار الدالّة على إدراك الحج وإتمامه بالموقفين ، فتقيّد هذه الأخبار الدالّة على وجوب الحجّ من قابل إذا كان (١) الوطي قبلها فتأمّل.
وحسنة زرارة ، قال : سألته عن محرم غشي امرأته وهي محرمة؟ فقال : جاهلين أو عالمين؟ قلت : أجبني عن الوجهين جميعا قال : ان كانا جاهلين استغفرا ربّهما ، ومضيا على حجّهما ، وليس عليهما شيء ، وان كانا عالمين فرّق بينهما من المكان الذي أحدثا فيه وعليهما بدنة وعليهما الحجّ من قابل ، فإذا بلغا المكان الذي أحدثا فيه فرّق بينهما حتّى يقضيا مناسكهما (نسكهما خ ل) ويرجعا الى المكان الذي أصابا فيه ما أصابا قلت : فأي الحجين (الحجتين خ ل) لهما؟ قال : الأولى التي أحدثا فيها ما أحدثا والأخرى عليهما عقوبة (٢).
يمكن ان يراد بالجاهل الجاهل وقت الفعل ، فتدل على عدم شيء مع النسيان كما مر.
وهي تدل على الاستغفار مع الجهل فيشعر بتقصير ما في التعلم والتذكر.
وتدل أيضا على كون الحج الأول هو حج الإسلام ، وحصول امتثال الأمر بالحج الذي شرع فيه أولا بفعله ذلك ، وان وقع فيه بعض النقص ويؤيده وجوب الإتمام المأمور به في الآية (٣) والأخبار (٤) فإن الظاهر منهما هو الأمر بإتمام ما شرع فيه
__________________
(١) الظاهر ان قوله : (إذا كان) متعلق بقوله : فتقيد فيصير المراد فتقيد هذه الاخبار الدالة على وجوب الحج من قابل بما إذا كان الوطي قبل المزدلفة.
(٢) و (٤) الوسائل الباب ٣ من أبواب كفارات الاستمتاع الرواية ٩.
(٣) قال الله تعالى «وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلّهِ» الآية ، البقرة : ١٩٣.