.................................................................................................
______________________________________________________
فيبتاع ونعطيك ان شاء الله تعالى فقال له الرجل عدني فقال : كيف : أعدك وانا لما لا أرجو أرجى مني لما أرجو؟ (١) فإنه يبعد كونه عليه السلام بحيث ما كان عنده إلّا قوت يوم وليلة ، مع ان الظاهر ان عنده عليه السلام ثروة ، وأيضا قال : (فنبتاع) (فيبتا خ ل) وهو أيضا يشعر بجواز التأخير.
وبالجملة يفهم من هذه وأمثالها أنّ الأمر ليس بهذه المثابة التي ذكره الأصحاب وضيّقوه مع انه ليس لهم على ذلك ـ على ما رأيت ـ نصّ خاصّ صريح ، ولا ظاهر ، ولكن هم أعرف ، والاحتياط معهم.
ويمكن حملهما على عدم الطلب المضيّق ، ويؤيّده في الاولى (٢) انه قال : (لا يتام) فقد لا يكون لهم وليّ يطلب فيعطي وينفق هو عليهم ما يحتاجون اليه بالتدريج فتأمّل.
وأيضا يستبعد استثناء مثل الخادم والفرس ونحوهما دون قوت أكثر من يوم وليلة.
وامّا الذي يدلّ على استثناء الخادم فكأنّه الإجماع المستند الى حسنة الحلبي المتقدّمة (٣) وأما غيرهما (٤) ، فما رأيت إلى الآن رواية غير أنه ذكرها الأصحاب.
وقد يستدلّون بالضرورة ، والحاجة ، وذلك غير واضح مع عدم النص ، فان قوت أكثر من يوم وليلة أحوج فبعد ثبوت وجوب أداء الدين مهما أمكن يشكل استثناء هذه الأمور الا ان ذلك لا دليل عليه نصّا خاصا فيمكن وجوب ما هو العادة
__________________
الوسمة ورق النيل أو نبات يختضب (مجمع البحرين).
(١) الوسائل باب ٥ حديث ٤ من أبواب الدين.
(٢) يعني صحيحة بريد العجلي.
(٣) راجع الوسائل باب ١١ حديث ١ من أبواب الدين.
(٤) يعني غير الفرس والخادم كالكتب العلمية وثياب التجمل ونحوها.