.................................................................................................
______________________________________________________
لا مال له مثل أمير المؤمنين عليه السلام (١).
وما نقل في التهذيب والفقيه : أنّ بعض غرماء عبد الله بن الحسن عليه السلام ما قبل ضمان عبد الله بن جعفر مع كونه مليّا لأنه مطول (٢) وقبل ضمان علي بن الحسين عليهما السلام مع كونه فقيرا (٣) ، لانه صدوق (٤).
وهذه وأمثالها تدل على ان الإعسار غير مانع مطلقا فتأمّل ، وعلى علم النبي صلّى الله عليه وآله بذلك أو أنه وليّ المؤمنين يفعل ما يريد لهم ، وكذا أهل البيت (عليهم السلام) أو يكون مخصوصا بالميّت الذي لا رجاء له مطلقا.
وهي تدلّ على عدم اشتراط صيغة بخصوصها ، بل يكفي ما يدلّ على انه يعطي وقبل ذلك ويؤيّده عموم أدلة (المسلمون عند شروطهم) وصدق الضمان فلا يشترط القبول من المضمون له ، بل يكفى ما يفيد العلم برضاه ، ولا المقارنة ، وكونه عقلا لا يستلزم ذلك ، وهو ظاهر ، مع انه قد ينازع في كونه عقلا عند الشارع بالمعنى المطلوب.
وكذا أصل البراءة مع عدم العلم الّا مع القبول والاتصالى ، وسائر شرائط العقود اللازمة ، لأنّه لا يحتاج الى العلم بل يكفي الظن المأخوذ من الدليل الشرعي.
__________________
(١) في تمثيله قدس سرّه بأمير المؤمنين عليه السلام مناقشة واضحة لأنه عليه السلام لم يكن فقيرا بل يروض نفسه الشريفة مع قدرته وكفاك شاهدا ما كتبه الى عثمان بن حنيف عامله على البصرة ـ كما في نهج البلاغة ـ وهو قوله عليه السلام : ولو شئت لاهتديت الطريق إلى مصفّى هذا العسل ولباب هذا القمح ، ونسائج هذا القزّ ولكن هيهات أن يغلبني هو اى ويقودني جشعي الى تخيّر الأطعمة ، ولعل بالحجاز أو اليمامة من لا طمع له بالقرص ولا عهد له بالشبع أو أبيت مبطانا وحولي بطون غرثى واكباد حرّى إلخ. ولا حظ أيضا المناقب لابن شهرآشوب ج ٢ ص ٩٣ ـ ١٠٣ في المسابقة بالزهد والقناعة.
(٢) يعني مماطل.
(٣) لعل المراد قلّة المال بالنسبة الى عبد الله بن جعفر لا الفقير الاصطلاحيّ شرعا.
(٤) راجع الوسائل باب ٥ حديث ١ من كتاب الضمان.