وانّ أحكامهما مختلفة كما سيجيء
______________________________________________________
بالعدوّ والحصر والإحصار بالمرض وانّ أحكامهما مختلفة كما سيجيء والظاهر انّ ذلك اصطلاح ولا مانع في اللغة من ذلك لانّ الظاهر من اللغة صدق كل واحد على معنى الآخر فانّ معناهما في اللغة الحبس والمنع ولأنّ الإحصار في قوله تعالى : (فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ) (١) بمعنى الصدّ بالعدوّ فإنها وردت في صدّ المشركين النبيّ صلّى الله عليه وآله بعد إحرامه بالعمرة في الحديبيّة فنحر وأمر أصحابه بالنحر والذبح ففعلوا ذلك بها ورجع الى المدينة.
ونقل في المنتهى عن الشافعي إجماع المفسّرين على انّها في صدّ المشركين النبيّ صلّى الله عليه وآله.
وكان سبب اصطلاحهم على ذلك الرواية.
مثل صحيحة معاوية بن عمار (٢) قال : سمعت أبا عبد الله عليه السّلام يقول : المحصور غير المصدود فان (وقال خ ل) المحصور هو المريض والمصدود هو الذي يردّه المشركون كما ردّوا رسول الله صلّى الله عليه وآله ، ليس عن مرض والمصدود تحلّ له النساء والمحصور لا تحلّ له النّساء.
ويمكن ان يفرّق بين الحصر والإحصار ، فيكون الإحصار بمعنى الصدّ كما في الآية ، بخلاف الحصر ، فلا يكون إلا في المرض ولكن ظاهر كلامهم عدم هذا الفرق ، فإنّهم قد يعبرون عن المحصور بالحصر (٣) كما فعل في الدروس وغيره بل يظهر من المنتهى مما نقل عن ابن إدريس انّ الحصر بمعنى الصدّ بالعدوّ والإحصار بمعنى المنع بالمرض وحمل عليه الآية وقال : بوجوب الهدى في المرض للآية دون العدوّ للأصل.
وهو خلاف الظاهر لما تقدم من الخبر والإجماع في سبب نزول الآية مع الشهرة.
__________________
(١) البقرة : ١٩٦.
(٢) الوسائل الباب ١ من أبواب الإحصار والصدّ الرواية ١.
(٣) هكذا في النسخ المخطوطة والمطبوعة ، ولعلّ الصواب (بالصد) بدل بالحصر.