.................................................................................................
______________________________________________________
ولانه لا يعقل اشتراط عدم الضرر ولا التأثير والإضرار بالنسبة إلى المرتبة الاولى ، بل ولا يعقل شرط العلم أيضا ، فإنها عين العلم بكونه مأمورا ومنهيا.
والعجب انه اعترض بان (مطلقا) يقتضي عدم الاشتراط ، وليس كذلك ، لانه لا سبيل الى وجوب الإنكار لما لا يعلم المنكر كونه منكرا ، مع قوله : ان لمجرد (١) الإنكار القلبي ليس أمرا زائدا على العلم بكونه مأمورا ومنهيا.
وبان قوله (مطلقا) يقتضي كون مجرد الإنكار القلبي من غير قيد ، مرتبة ، مع انه قيّده بقوله : بإظهار الكراهة ، لأن رفعهما ظاهر ، وورود ما ذكرناه أوضح.
والكل مندفع بما ذكرت من المراد (٢) :
ويؤيده ظهور فساد ظاهره ، وضم قوله ب «إظهار» ، وان كانت العبارة لا يخلو عن مسامحة : والأمر في ذلك هيّن إذا علم المراد.
وينبغي الملاحظة في مراتب هذه المرتبة كما في الأخيرتين كما سيجيء ، فيرتكب الأسهل والأدنى فالأعلى.
أما دليله فكأنه الإجماع والعقل والنقل ، مثل رواية السكوني عن أبي عبد الله عليه السّلام قال : قال أمير المؤمنين عليه السّلام أمرنا رسول الله صلّى الله عليه وآله ان نلقى أهل المعاصي بوجوه مكفهرة (٣) (٤).
ورواية يحيى الطويل عن أبي عبد الله عليه السّلام قال حسب المؤمن غيرا
__________________
(١) هكذا في جميع النسخ الموجودة ، ولعل الصواب زيادة لفظة (اللام)
(٢) وهو قوله قدّس سرّه : ولعل هذا هو المراد بجعلهم أول المراتب.
(٣) وفي الحديث : إذا لقيت الكافر فالقه بوجه مكفهر ، قيل : المكفهر ، المتعبس الذي لا طلاقة فيه ، وقد اكفهر الرجل إذا عبس ، يقول : لا تلقه بوجه منبسط ، تاج العروس ، ج ٣ ، فصل الكاف من باب الراء ، ص ٥٢٨.
(٤) الوسائل ، باب ٦ ، من أبواب الأمر والنهي وما يناسبهما ، حديث ١.