ولو أجّج نارا في ملكه لم يضمن لو سرت الى غيره الّا مع الزيادة عن قدر الحاجة وغلبة الظن بالتعدي كأيّام الهواء ولو عصفت (عصف ـ خ ل) بغتة فلا ضمان ولو أجّج في ملك غيره ضمن الأنفس والأموال ولو قصده (قصد ـ خ ل) قيّد بالنفس مع تعذر الفرار.
______________________________________________________
ثم في تعيين البعض وجهان ، التنصيف لما مرّ ، ولا اعتبار في كثرة أحدهما وقلّة الآخر كما في الجراحات الموجبة للتلف.
وعلى القول بالتوزيع بالنسبة ، هل يوزّع المساحة أو بالثقل؟ احتمالان ، فتأمّل.
وكذا البحث في الرواشن ، والأجنحة ، والساباط ، فان الظاهر فيها الجواز إذا لم تكن مضرّة بأن تكون رفيعة وعالية والساباط واسعة بل مضيئة بحيث لا يضرّ شيء منها بالمارّة بوجه.
ولو كان راكبا على الجمل المحمل ليلا ولا (١) نهارا ، وبالمحمول والمجازات ، فوجه عدم الضمان ، الحاجة ، وما تقدم من الجواز والأصل ، وعدم العدوان ووجه الضمان ، الروايات المتقدمة ، مع ما تقدم من عدم ظهور الدلالة وصحّة الأخيرة مع ان الأخيرة ليست فيها شيء من هذه المذكورات ، فتأمّل.
قوله : «ولو أجج نارا إلخ». دليل عدم ضمان ما يتلف ـ من الأنفس والأموال بتأجيج النار في ملكه مقتصرا على قدر الحاجة على تقدير حصول التعدي إليه فهلك بها ـ ظاهر ، وقد تقدم مرارا.
ومع التجاوز عن قدر الحاجة بشرط عدم ظهور موجب التعدي وظنّه ، لكن اتفق ريح عاصف تعدّاها إلى المتلف فتلف بها ، فالظاهر عدم الضمان حينئذ أيضا ، لما تقدم أيضا من ان للمالك ان يتصرف في ملكه كيف أراد.
__________________
(١) هكذا في النسخ كلها ولعل الصواب (لا نهارا) بدون الواو.