وفي النطق كمال الدية وان بقي في اللّسان فائدة الذوق ولو بقيت الشفوية والحقيّة سقط من الدية بنسبة وكذا لو بقي غيرها ولو نطق بالحرف ناقصا فالأرش.
ولو كان يحسن بعض الحروف في إلحاقه بضعيف القوى نظر ، أقربه نقص الدية ولو كان بجناية جان نقص.
______________________________________________________
قوله : «وفي النطق كمال الدية إلخ». قد مرّ دليل لزوم تمام الدية على مذهب النطق وان كان جرم اللسان باقيا مع سائر فوائده من إحساس الطعوم بالذائقة.
ودليل سقوط ما في مقابلة الحروف التي ما ذهب بالجناية على اللسان ، بل اذهب (ذهب ـ خ) بعض نطقه فقط ، مثل ان بقيت الحروف الشفويّة ، والحلقية التي لا دخل للّسان فيها من الدية ، ولزوم دية ما ذهب على الجاني ظاهر ، فإنّه ما أذهب إلّا بعض النطق فلا يلزمه إلّا دية ما ذهب بجنايته.
ولكن ينبغي كون الجناية بغير القطع ، إذ قد مرّ انه لو قطع اللسان يلزمه تمام الدية وفي بعضه بحسابه وان لم يذهب الحروف أو ذهب ولكن لا بتلك النسبة ، وان كان يرد على عموم كلامهم هناك شيء ، فتذكر.
والحاصل ان إذهاب النطق وقطع اللسان أمران متغايران.
نعم قد يجتمعان ، ففي الانفراد لكلّ منهما ديته ، ومع الاجتماع يحتمل الجميع وأكثر الأمرين ، وقد مرّ مفصّلا ، فتذكر.
ولو اتى بعد الجناية على لسانه بالحرف أو الحروف ناقصا غير كامل كما كان ، فعلى الجاني أرش النقص.
وفي تحقيق الأرش إشكال ، فالأولى المصالحة كما ذكرناه في الشمّ ، فتأمّل.
قوله : «ولو كان يحسن إلخ». إذا كان المجني على لسانه بإذهاب نطقه