ولو اذهب النطق ثم عاد فللشيخ قولان في استعادة الدية.
______________________________________________________
الثاني اثنان كلاهما ضعيفان أحدهما بالاتفاق ، والآخر على الخلاف ، ومحمّد بن الفرات ، وهو ضعيف جدّا ، وانه ممن لا يكتب حديثه ، بل نقل انه ادعى النبوّة (١) ، مع ان الأصبغ غير مصرّح بتوثيقه ، وكذا إبراهيم بن هاشم.
قوله : «ولو اذهب النطق إلخ». لو ذهب النطق بجناية جان فأخذ منه الدية ثم عاد على ما كان ففي استعادة الدية قول للشيخ في المبسوط بها ، وهو مختار المختلف ، لأنه لما نطق بعد ان لم ينطق ، علم انه لم يذهب كلامه ، إذ لو ذهب لما عاد ، ولان انقطاعه بالشلل ، وهو لا يزول ، بخلاف ما لو نبت بعد ما قطع منه شيء فذهب به فان هذا عطيّة مستأنفة.
وفي الدليلين منع ظاهر لاحتمال الذهاب ثم العود ، بل الفرض ذلك ، وإمكان زوال الشلل أيضا ظاهر عقلا إذ لا دليل على امتناعه ، والقادر المطلق قادر على كل شيء.
نعم يمكن ان يقال : إنّ الجناية ما كانت بحيث تزيل منفعته دائما ، بل في بعض الأزمنة الّا أنه ما كانت معلومة وقد علم حينئذ.
وان الدية انما تلزم بالذهاب الدائميّ ، لا بالذهاب في الجملة مع العدد
__________________
فوثقه فراجع ج ٣ من الطبع الأول ص ١٩٦ ـ ١٩٧.
(١) في خلاصة الأقوال في علم الرّجال ص ١٢٤ طبع طهران : ما هذا لفظه : محمّد بن فرات بالفاء المضمومة والراء والتاء المنقطعة فوقها نقطتين أورد الكشي اخبارا متعددة في ذمّه قال محمّد بن عيسى لم يلبث محمّد بن فرات الّا قليلا حتى قتله إبراهيم بن شكلة وهو إبراهيم بن المهدي بن المنصور امه شكلة وكان محمّد بن فرات يدّعي انه باب ، وانه نبيّ ، وكان القاسم اليقطيني وعلي بن حسكة القمي كذلك يدعيان لعنهم الله ، وقال ابن الغضائري : محمّد بن فرات بن أحنف روى عن أبيه ، عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السّلام ، ضعيف وابن ضعيف لا يكتب حديثه ، وقال النجاشي : محمّد بن فرات الجعفي كوفي ضعيف (انتهى كلامه رفع مقامه) واعلم ان المتتبع الخبير صاحب تنقيح المقال ـ بعد نقل أكثر هذه العبارة عن الخلاصة ـ أورد كثيرا من الأخبار التي رواها الكشّي فراجع تنقيح المقال ج ٣ ص ١٧٠ الطبع الأوّل.