.................................................................................................
______________________________________________________
ممن يحسن ويقدر التكلّم والنطق ببعض الحروف خاصّة ، ولا يقدر على البعض الآخر فيتحمل لزوم كمال الدية ، إلحاقا له بناقص قتله كامل ، وضعيف قتله قويّ ، فإنّه يلزم حينئذ دية النفس تامّة ، وقتل الكامل به إذا كان موجبا للقصاص.
وبالجملة إنّ دية النطق دية كاملة ، سواء كان نطقا كاملا أو ناقصا مثل ان دية النفس دية كاملة ، كاملة كانت أو ناقصة.
وكذا ضعيف القوى ، وقويّها ، فإنّ الأعمش مثل الصحيح ، وكذا الأخفش.
ويحتمل إسقاط ما لم يقدر النطق عليه ، فلا يلزمه الّا ما أذهبه من الحروف التي يقدر عليه ، لأنّ دية النطق موزّعة على الحروف كما تقدم.
فذلك ليس مثل الناقص والكامل ، والضعيف والقوي ، فإنّ دية النفس ليست بموزّعة على أعضائها أو منافعها ، بل هي للنفس أي شيء كانت فالفرق بينهما ظاهر.
وكأنه لذلك قرّبه المصنف ، قال في الشرح : في بعض النسخ : بضعف القوى ، وفي بعضها : بضعيف بياء ، والأمر فيهما متقارب ، والمراد واحد ، وهو الإلحاق بالقوى الضعيفة كالخفش وضعف البطش.
وليس المراد به ، الشخص الضعيف القوى كما توهمه بعضهم ، إذ لا مناسبة بين الشخص وبين الطرف ، لانه لو قتل الأعمى والأصم ، وجب كمال الدية مع نقص بعضه حقيقة وليس كذلك لو قطع لسان الأخرس فإنه لا شيء فيه سوى الثلث إلخ ، فتأمّل فيه.
هذا إذا كان النقص بآفة ، من الله تعالى خلقة أم لا.
واما إذا كان النقص بجناية جان ، فنقصه معتبر ، فيسقط ذلك (المقدار ـ خ) من الدية ويؤخذ الباقي من الجاني.