.................................................................................................
______________________________________________________
وهي من قضايا أمير المؤمنين عليه السّلام.
روي في التهذيب ـ بطريق صحيح الى عاصم عن محمّد بن قيس ـ وعاصم هو ابن حميد الثقة الذي هو راوي عن محمّد بن قيس الثقة يروي عنه كتاب قضايا أمير المؤمنين عليه السّلام الذي هو من مصنفات محمّد هذا ، فالخبر صحيح.
وليس اشتراك محمّد بن قيس موجبا لضعفها كما قاله في شرح الشرائع ، ولهذا لم يتكلم غيره في ذلك بل قبولها وما ردّوها لضعف ، ورجحوها على رواية مسمع بن عبد الملك لضعفها وقال بعضهم : قضيّة في واقعة ولا تتعدى ، فلو وقع مثلها لا يحكم هكذا ، بل يحكم بحسب ما يقتضيه القواعد والأدلّة.
ويؤيّده ان لا عموم فيها ، فإنه قال : محمّد بن قيس عن أبي جعفر عليه السّلام قال : قضى أمير المؤمنين عليه السّلام في أربعة (نفر ـ خ) اطّلعوا في زبية الأسد فخر أحدهم فاستمسك بالثاني ، واستمسك الثاني بالثالث ، واستمسك الثالث بالرابع حتى أسقط بعضهم بعضا على الأسد فقتلهم الأسد ، فقضى بالأوّل فريسة الأسد وغرّم أهله ثلث الدية لأهل الثاني وغرّم الثاني لأهل الثالث ثلثي الدية وغرّم الثالث لأهل الرابع الدية كاملة (١).
والمراد أن الأسد قتل الكلّ ، وهو ظاهر.
وتصدّى بعضهم لتوجيهها بحيث تطابق القواعد الفقهيّة ، ولهذا لا يخلو عن قصور ولهذا ما نقلنا ولا يمكن التوجيه السالم ، فالأوّل جيّد ، فتأمّل.
وكأنّ على ذلك حملت في المتن حيث نقلها بطريق الرواية وما ردّها وذكر الاحتمال الخالي عن القصور المطابق للأصول ، فافهم.
__________________
(١) الوسائل باب ٦ حديث ٢ من أبواب موجبات الضمان ج ١٩ ص ١٧٦.