وحكي عن الطوسي والحلبي وابن حمزة وموضع من التحرير وشيخنا الشهيد في اللمعة (١) ، واختاره من المتأخّرين عنهم جماعة (٢) ، مدّعين كون تلك المعتبرة عن المعارض سليمة.
وليس كذلك ؛ فإنّ الرواية الأخيرة ظاهرة في اشتراط الغشيان ثم الإعتاق في الاعتداد بالمدّة المزبورة ، ولازمه عدمه بعدم الإعتاق ، وحيث لا قائل بعد ثبوت العدم بعدّة اخرى سوى الاستبراء استقرّ دلالتها بعدم الاعتداد مطلقا مع عدم الإعتاق ، كما هو مفروض البحث ، وسند الرواية ليس بذلك الضعيف ، بل ربما يعدّ من الحسن ، ومع ذلك معتضد بالأصل المتيقّن ، وعمومات ما دلّ على أنّ على الأمة الاستبراء خاصّة ، من دون تفصيل بين موت مواليهنّ وعدمه ، ومؤيّد بموافقة فتوى من لا يرى العمل بأخبار الآحاد ، فالقول به لا يخلو عن قوّة.
إلاّ أنّ الشهرة في جانب الأخبار السابقة ربما غلبت المرجّحات المزبورة ، مع الاعتضاد بأصالة بقاء الحرمة ، فهو الأقوى في المسألة.
إلاّ أنّ منشأ القوّة إنّما هو الشهرة ، فلندر مدارها ، وإنّما هو ذات الولد خاصّة ، وأمّا غيرها كالأمة المحضة الغير المتشبثة بذيل الحرّية فإنّ المشهور أنّ عليها الاستبراء خاصّة ؛ عملاً بما قدّمناه من الأدلّة.
خلافاً للطوسي (٣) ، فساوى بينهما في العدّة ؛ عملاً بإطلاق تلك المعتبرة.
__________________
(١) الطوسي في النهاية : ٥٣٦ ، الحلبي في الكافي : ٣١٣ ، ابن حمزة في الوسيلة : ٣٢٨ ، التحرير ٢ : ٩٦ ، اللمعة ( الروضة البهية ٦ ) : ٧٠.
(٢) منهم الفاضل المقداد في التنقيح الرائع ٣ : ٣٥٤ ، والشهيد الثاني في الروضة ٦ : ٧٠ ، والفاضل الهندي في كشف اللثام ٢ : ١٤٣.
(٣) انظر الاستبصار ٣ : ٣٤٧ ، والتهذيب ٨ : ١٥٥.